ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، اليوم الجمعة، أن تداعيات الارتفاع القياسي لأسعار البنزين في الولايات المتحدة (سعر الجالون 5 دولارات) تلاحق كافة أركان الأعمال التجارية في البلاد، بالإضافة إلى ظهور مؤشرات نحو تغير سلوك المستهلك.
وأوضحت الصحيفة - في تقرير لها عبر موقعها الإلكتروني - أن متوسط سعر البنزين بلغ حوالي 4.9 دولار أمريكي اليوم بارتفاع نحو 22 سنتا عن الأسبوع السابق وأعلى بنحو 2 دولار للجالون مقارنة بالوقت الحالي من العام الماضي.
ووفقا للمحليين الاقتصاديين في أمريكا، فإن الارتفاع القياسي لأسعار البنزين يهدد بكبح بعض الطلب على الوقود، مشيرين إلى أن السائقين يشترون الآن عددا أقل من الجالونات في كل زيارة لمحطات الوقود رغم تكرار رحلات التزويد بالوقود.
ولفتت الصحيفة إلى أنه من غير المرجح أن تختفي الضغوط التصاعدية على أسعار البنزين والسولار ووقود الطائرات النفاثة قريبا نظرًا لعدم زيادة الإنتاج بالسرعة الكافية لتلبية الطلب العالمي المتزايد بعد محاولات تعافي الاقتصادات من جائحة "كورونا".
وتراجعت قدرة الولايات المتحدة على إنتاج الوقود بالفعل بسبب إغلاق المصافي، بينما ظلت الصادرات الأمريكية قوية لأن التعطش للوقود في أجزاء أخرى من العالم دفع التجار لاستغلال فرص المتاجرة لبيعه في الخارج.
وبحسب وزارة العمل الأمريكية، فإن ارتفاع أسعار الوقود يعد عاملا هاما في التضخم الإجمالي الذي وصل إلى أعلى مستوى له في السنوات الـ 40 الماضية، حيث تمثل أسعار البنزين المرتفعة حوالي 18% من معدل التضخم الإجمالي 8.3% في أبريل عن العام السابق.
وأشارت (وول ستريت) إلى أن ارتفاع أسعار البنزين ترك نتائج ملموسة في كافة القطاعات من الصناعات الغذائية والسيارات والشاحنات إلى شركات الطيران ومحلات البيع بالتجزئة ومحطات الخدمة حتى في أعمال النفط والغاز نفسها مع عواقب سياسية محتملة على الرئيس الأمريكي جو بايدن والديمقراطيين الذين يسعون للحفاظ على السيطرة على الكونجرس في انتخابات التجديد النصفي لشهر نوفمبر القادم.
وفيما يتعلق بقطاع الطيران، فإن شركات الطيران تتصارع مع أعلى معدل تضخم لأسعار وقود الطائرات منذ يناير 2009، حيث ارتفعت أسعار تذاكر الطيران بنسبة 18.6% بين شهري مارس وأبريل الماضيين ما يشير إلى ارتفاعها بنسبة 33.3% عن العام السابق رغم أنها لا تزال دون مستويات 2019.
وفي قطاع الأغذية، أعلنت شركات الأغذية ارتفاع تكاليف نقل المواد الخام من المزارع والمصانع إلى الموزعين وتجار التجزئة؛ ما يساهم في زيادة فواتير المستهلكين بسوق المواد الغذائية.
وأوضح المحللون والمسؤولون التنفيذيون بمجال صناعة السيارات، أن صناعة السيارات حساسة بشكل خاص نظرا لتقلبات أسعار البنزين لأن تكاليف الوقود هي عامل كبير في قرارات الشراء، مؤكدين أن تفضيلات المستهلكين بدأت بالفعل في التحول مع إعطاء الأولوية للاقتصاد في استهلاك الوقود والبحث عن خيارات يمكن أن تساعدهم في الحفاظ على الفواتير الخاصة بهم تحت السيطرة مثل السيارات الهجينة "الهايبرد" أو السيارات الكهربائية بالكامل.
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بأن ارتفاع الأسعار أصبح عبئا سياسيا على بايدن الذي لديه خيارات محدودة لكبحها بعد أن أفرج عن 180 مليون برميل من النفط من احتياطي البترول الاستراتيجي الأمريكي في أبريل الماضي، لكن أسعار البنزين استمرت في الارتفاع، بالإضافة لمحاولات الإدارة أيضا إقناع شركات النفط الأمريكية لزيادة الإنتاج لكن القليل منها اختار القيام بذلك.