تتزايد مخاوف العالم من وقوع كوارث طبيعية أو من صنع البشر، خاصة بعد تداعيات التغير المناخي، الذي يبحث العالم الآن عن حلول له،
احتراق غابات كُبرى، وانقراض حيوانات ونباتات مختلفة، بالإضافة إلى وقوع كوارث الأوبئة والأمراض، التي تسببت في مقتل الملايين، أصبح يثير رعب العالم حول مستقبل المحاصيل الزراعية، وتوفير الأمان الغذائي للدول.
تهديد بوقوع مجاعة كُبرى، خاصة في الدول الفقيرة، تحذير خطير أطلقته منظمة الفاو، خاصة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وتأثر سلاسل الإمداد حول العالم، ودعا اقتصاديون، الدول، لتوفير أمنها الغذائي خلال أسابيع قيلة من الآن.
المستقبل قد يكون أكثر رعبًا، لهذا بدأ مسؤولو الدول في البحث عن مناطق أكثر أمانًا حول العالم، تكون بعيدة عن تأثير الضربات النووية أو الوبائية أو أي تأثيرات مناخية.
المستقبل أكثر رعبًا
على بُعد نحو 1300 كيلومترًا من القطب الشمالي، وفي عمق جبلٍ على جزيرة سفالبارد النائية بالنرويج، يقع قبو سفالبارد العالمي للبذور، أو كما يُسمّيه البعض "قبو يوم القيامة"، أو "سفينة نوح"، أو "مملكة النباتات".
بصرف النظر عن المُسميات، لكن هذا المكان قد يكون سببًا في إنقاذ العالم من المجاعة في يومٍ من الأيام.
التحذيرات العالمية من أزمة غذاءٍ وشيكة بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أعادت إلى الأذهان هذا المكان النائي، في أقصى شمال الكرة الأرضية.
ما السر وراء هذا المكان؟
قبو سفالبارد هو "مخزن للبذور"، ولكن الهدف منه أعمق من ذلك بكثير؛ وذلك لأن المكان تم بناؤه ليكون مخزنًا للبذور النباتية، لتكون بمنأى عن الكوارث التي تسببها الطبيعة، أو يصنعها الإنسان.
قبو سفالبرد يضم أكبر مجموعة متنوعة من المحاصيل الزراعية في العالم، وعند بنائه عام 2008، كان هناك اتفاق عالمي على تشييد مكان تخزين احتياطي، يستوعب عينات البذور لمحاصيل العالم.
هذا الماكن هو "بوليصة التأمين" للإمدادات الغذائية للأجيال القادمة، التي قد تعاني من الكوارث.
4.5 مليون من المحاصيل يمكن استيعابه في قبو يوم القيامة، و500 بذرة يمكن تخزينها لكل محصول؛ أي أن هذا المكان النائي يمكنه استيعاب مليارين و500 مليون بذرة.
هل يضم القبو كل هذا العدد من البذور في الوقت الحالي؟
كل دول العالم تقريبًا فتحت حسابًا في بنك سفالبارد للبذور، ويضم القبو الآن أكثر من مليون عينة، تتراوح بين أصناف فريدة من المواد الغذائية الرئيسية الأفريقية والآسيوي،ة مثل الأرز والذرة والقمح.
ماذا سيحدث إذا قررت أي دولة سحب مخزونها؟
يمكن لأي دولة سحب مخزون حبوبها من القبو الآن أو في أي وقت، وأول دولة قامت بذلك هي سوريا، في عام 20145 سحبت من مخزونها
الصراع في هذا البلد، دفع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة، لسحب المخزون لإمداد مدينة حلب بالحبوب، وكانت هذه المرة الأولى التي تجري فيها عملية سحب من قبو "يوم القيامة".