أطلقت وزارة الصحة، دليلًا للتعريف بحالات الإصابة بجدري القرود، وخطوات التعامل مع الحالات المُصابة والمخالطين، ويشمل أيضًا تعريف بتفاصيل التفشي الوبائي لجدري القرود خارج إفريقيا، وطرق انتقال العدوى، وأعراض وعلامات المرض، مع إجراءات الوقاية والحد من خطورة الإصابة بالعدوى بين البشر.
وأكدت الصحة عدم وجود أي حالات اشتباه حتى الآن، ويحتوي الدليل الإرشادي، الصادر عن قطاع الطب الوقائي، تقييمًا لمخاطر مرض جدري القرود بناءً على الوضع العالمي والمحلي، وانتهى التقييم إلى وجود مخاطر منخفضة حتى نهاية مايو، على أن يتم إعادة تقييم المخاطر بصفة دورية بناء على مستجدات الوضع الوبائي العالمي والإقليمي والمحلي.
وأوضح الدليل عددًا من إجراءات الحجر الصحي بمنافذ الدخول في المطارات والموانئ، بتولي فرق الحجر الصحي تطبيق الإجراءات الوقائية حيال القادمين من الدول المتوطنة بجدري القرود أو الدول التي أبلغت مؤخرًا عن حالات جديدة، وذلك للاكتشاف المبكر للحالات ومنع دخولها.
وستشمل تلك الإجراءات: «مراقبة درجات الحرارة للقادمين من الخارج من خلال الكاميرات والبوابات الحرارية، والمناظرة البصرية للركاب وأطقم وسائل النقل القادمين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة»، وأيضًا اتخاذ الاحتياطات القصوى لمكافحة العدوى عند التعامل مع الحالات المشتبهة، وعزل الحالة المشتبه في إصابتها فور اكتشافها وفصلها عن مسار الركاب، وتحويلها إلى أقرب مستشفى حميات للتعامل الفوري معها.
كيف تنتقل عدوى جدري القرود
وفق الدليل المنشور، فإن مرض جدري القرود ينتقل في الأساس من الحيوان إلى الإنسان، ولكن انتقاله من إنسان إلى آخر يظل محدودًا، عن طريق دخول الفيروس الجسم من خلال الجلد المخدوش أو من خلال الجهاز التنفسي أو الأغشية المخاطية.
ويكون انتقال العدوى عن طريق التعرض المباشر وجها لوجه لمدة طويلة للرذاذ التنفسي أثناء السعال أو العطس، ما يعرض أفراد الأسرة أو الفريق الصحي دون تطبيق إجراءات مكافحة العدوى لخطر الإصابة، أو لمس التقرحات الجلدية أو البثور أو قشور الجلد الظاهرة على المصاب بجدري القرود.
وأيضًا الاتصال الجسدي الوثيق مع جلد شخص مصاب، أو ملامسة الأسطح والأدوات الملوثة بسوائل المريض، وأيضًا من الأم للجنين عبر المشيمة، ويسمى جدري القرود الخلقي، أو أثناء الاتصال الوثيق أثناء الولادة وبعدها.
مدة الحضانة والأعراض
تتراوح فترة حضانة المرض بين 5 أيام وحتى 21 يومًا، وفي أغلب الأحيان تكون من 6 إلى 13 يومًا، وتنقسم فترة الأعراض إلى مرحلتين، الأولى بداية الإصابة ومهاجمة الجهاز المناعي، وتتضمن ارتفاع درجة الحرارة يصاحبها صداع شديد وتضخم بالغدد اللمفاوية التي تعتبر من الأعراض المميزة للمرض، والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد، وقد تستمر لـ 5 أيام.
المرحلة الثانية فترة ظهور الطفح الجلدي، وتحدث عادة بعد مرور يوم واحد إلى 3 أيام عقب الإصابة بالحمى حسب الحالة المناعية للمصاب، ويبدأ الطفح الجلدي على الوجه في أغلب الأحيان، ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل الأطراف والأغشية المخاطية للفم والعين والأعضاء التناسلية.
هل يوجد علاج للفيروس؟
قالت وزارة الصحة إنه لا يوجد علاج محدد لعلاج الإصابة بفيروس جدري القرود حتى الآن، ولكن يجب اللجوء إلى الأدوية التي تعالج الأعراض مع دعم الوظائف الحيوية للمريض وتقديم الرعاية الصحية.
وكشف دليل الطب الوقائي، عن وجود مجموعة من العقارات المضادة للفيروسات يتم دراستها حاليا لعلاج حالات جدري القرود، ومنها: «سيدوفوفير، برينسيدوفوفير، التيكوفيريمات»، وكان يستخدم بعضها في الماضي لحالات الجدري، وتم إجازته في الاتحاد الأوروبي مطلع هذا العالم، لكن لا تتوفر حتى الآن بيانات عن فعالية هذه العقارات في علاج الحالات البشرية.
وبدأت الدراسات عن لقاح جديد قائم على فيروس لقاح مروّض ومُعدّل للوقاية من جدري القردة، في 2019، وهو عبارة عن لقاح من جرعتين ولكن لا يزال توافره محدود وقيد الدراسة.