قال الأمير فيصل بن فرحان، وزير خارجية السعودية، إن بلاده تبذل كل ما في وسعها لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط، وأنها لا تعتزم تسريع وتيرة الزيادة التدريجية في إنتاج الخام.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن الوزير السعودي قوله خلال مشاركته في إحدى مناقشات المنتدى الاقتصادي العالمي بمنتجع دافوس السويسري: "في حدود علمنا لا يوجد نقص في إمدادات النفط... علينا التأكد من توافر إمدادات الطاقة الكافية في السوق، في الوقت الذي يتم فيه التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة".
وأشارت بلومبرج إلى أن الأمير فيصل كان يرد على سؤال عما يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة، التي تضغط على السعودية وغيرها من أعضاء تجمع أوبك بلس للدول المصدرة للنفط لزيادة الإنتاج، إلى الرياض مقابل قيام الأخيرة بضخ المزيد من كميات النفط إلى السوق العالمية.
تأتي تصريحات وزير الخارجية السعودي لتؤكد تصريحات وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان في مقابلة مع بلومبرج في وقت سابق من الشهر الحالي التي قال فيها إن نقص القدرات التكريرية هو السبب في ارتفاع أسعار الوقود وليس نقص إمدادات النفط الخام.
وقال الأمير فيصل في منتدى دافوس "الأمر أكثر تعقيدا من مجرد ضخ كميات إضافية من النفط الخام إلى السوق.. تقييمنا هو أن الإمدادات الحالية من النفط الخام متوازنة نسبيا".
يأتي ذلك في حين ارتفعت أسعار النفط خلال العام الماضي بأكثر من 70% إلى حوالي 110 دولارات للبرميل، نتيجة تعافي الاقتصاد العالمي من تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد في البداية، ثم نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ يوم 24 فبراير الماضي.
وأبلغ محمد باركيندو أمين عام منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك)، مسؤولي ملف الطاقة في الاتحاد الأوروبي خلال الشهر الماضي إن الأزمة الراهنة في أسواق النفط العالمية والناجمة عن غزو روسيا لأوكرانيا خارجة عن سيطرة المنظمة.
وقال باركيندو، خلال لقائه مع كادري سيمون مفوضة شؤون الطاقة في الاتحاد الأوروبي، إن سوق النفط العالمية قد تفقد أكثر من 7 ملايين برميل نفط يوميا من الإمدادات الروسية نتيجة العقوبات الحالية أو المستقبلية المفروضة على روسيا بسبب غزو أوكرانيا، أو بسبب مقاطعة بعض العملاء للنفط الروسي.
من ناحيتها، أكدت سيمون مسؤولية أوبك عن توازن السوق.
وقالت سيمون إن منظمة أوبك تستطيع استغلال فوائض طاقتها الإنتاجية للمساعدة في تخفيف حدة أزمة نقص الإمدادات في سوق النفط العالمية، بحسب وثيقة لمنظمة اوبك اطلعت عليها وكالة بلومبرج للأنباء.
وقال باركيندو إن الأسواق العالمية متأثرة حاليا بالعوامل السياسية أكثر من عوامل العرض والطلب، وهو ما يقلص مساحة الحركة أمام منظمة أوبك.
وأضاف: "هذه الأزمة تفاقمت لتخلق تذبذبا كبيرا.. يجب أن أشير، رغم ذلك، إلى أنه توجد عوامل غير أساسية خارجة تماما عن سيطرتنا في أوبك".