ماذا يعني قرار الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة لحسابات الادخار؟

موجة عالمية من التضخم، متسارعة بشكل أكبر من المتوقع، دفعت البنوك المركزية للدول الكُبرى والناشئة، لاتخاذ حِزمة من الإجراءات السريعة لتفادي الأمر، بحثًا عن إنقاذ حقيقي لعملتها واقتصادها.

تسببت الحرب الروسية الأوكرانية، في دفع معدلات التضخم بشكل متسارعٍ أكثر من المتوقع حول العالم، مدفوعة بارتفاع جنوني لأسعار السلع الغذائية حول العالم، والسلع الاستراتيجية المختلفة، فضلًا عن أسعار النفط والغاز، وأيضًا أسعار الذهب والمعادن الثمينة، وسط تأثر سلاسل الإمداد حول العالم، وقلق عالمي من أزمة في نقص الغذاء، قد تصل إلى المجاعة في بعض الدول.

في حِزمة أخرى من الإجراءات، قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، رفع أسعار الفائدة 100 نقطة أساس منذ أشهر قليلة، تبعها رفع جديد في سعر الفائدة 50 نقطة أخرى منذ أيام، وهو ما يُعتبر أكبر مُعدّل لرفع للفائدة منذ عقدين، في محاولةو لكبح جماح التضخم.

تبع قرار الفيدرالي الأمريكي، رفع لأسعار الفائدة فيبنوك العديد من الدول، التي عقدت اجتماعات استثنائية بعد القرارين، في محاولة للحافظ على السيولة والأموال الساخنة والاستثمارات داخل البلاد، وإنقاذ عملتها من خفض مرتقب للقيمة.

البنوك الأمريكية تدفع عوائد أعلى على المدخرات

وفي تقرير أعدته فضائية "CNBC عربية"، كشفت عن بدء الحكومة الأمريكية اتخاذ خطوات أسرع من غيرها، في دفع عوائد أعلى على المدخرات، وذلك بعدما عانى المُدخرين لفترة طويلة مع انخفاض معدلات الفائدة وارتفاع التضخم.

وأوضح التقرير قيام 10 بنوك أمريكية برفع أسعار الفائدة على حسابات التوفير ذات العائد المرتفع، أو حسابات الودائع في سوق المال منذ منتصف أبريل.

ومع ذلك لا تزال الفائدة منخفضة نسبيًا؛ إذ لا يدفع أي من البنوك أكثر من 1%، وتتراوح بين معظم البنوك بين حدود 0.5% إلى 0.8%.

توقعات بارتفاع عائدات المُستهلكين من حسابات الادخار

وكشفت التقرير عن توقعات الخبراء بشأن ارتفاع عائدات المستهلكين من حسابات الادخار بشكل مطرد، مع استمرار الاحتياطي الفدرالي في رفع سعر الفائدة للحد من التضخم.

وتوقع جريج ماكبرايد كبير المحللين الماليين في Bankrate مزيدًا من التشديد النقدي، إذا انتهى الحال بالاحتياطي الفدرالي إلى مزيدٍ من التشديد النقدي، فإن حسابات الادخار ذات العائد الأكثر ارتفاعًا، قد تُقدم فائدة عند 2% في العام الجاري.

لكن لماذا اتجهت البنوك لزيادة الفائدة على الادخار؟

يقول "ماكبرايد" إنه عندما يتجه الاحتياطي الفدرالي لرفع الفائدة، فإنه يزيد من تكلفة الاقتراض، وتصبح القروض أعلى تكلفة بالنسبة للشركات والمُستهلكين.

وتربح البنوك الأموال على فائدة القروض، وفي ظل اتجاه الاحتياطي الفدرالي لزيادة سعر الفائدة القياسي، فإن البنوك تحصد المزيد من الإيرادات من مدفوعات فوائد القروض المرتفعة، وبالتالي قد تجد نفسها في وضع أفضل لدفع عائد أكبر على مدخرات العملاء.

ومع ذلك فإن تلك النتيجة لن تكن واحدة بالنسبة لجميع البنوك؛ إذ تستخدم البنوك الودائع لإقراض الأموال لعملاء آخرين، لكن العملاء أغرقوا النظام المصرفي الأمريكي بالنقد إلى درجة غير مسبوقة في الأشهر الأولى من وباء كورونا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى التحفيزات الحكومية الضخمة.

ونتيجة لذلك فإن معظم البنوك قد لا ترى وجود حاجة إلى دفع فائدة أعلى على حسابات التوفير لجذب الودائع.

ادخار أموال الطوارئ في البنوك

غالبًا ما ينصح المستشارون الماليون المدخرين بوضع أموال الطوارئ الخاصة بهم في هذه الأنواع من الحسابات؛ إذ لابد أن يتطلع المدخرون إلى توفير نفقات منزلية لعدة أشهر، وذلك لتقديم الدعم في حالة فقدان الوظيفة، أو أي حدث آخر غير متوقع.

وأوصت ويني صن المستشارة المالية والمؤسسة المشاركة لـsun Group Wealth Partners، بضرورة ادخار ما لا يقل عن 6 أشهر من نفقات المعيشة الضرورية، مثل الطعام والمأوى والأدوية، بالإضافة إلى ثلاثة أشهر إضافية من الادخار عن كل طفل في الأسرة.