تهديدات التغير المناخي تقترب يومًا بعد يوم من الكرة الأرضية، وسط صراخ العلماء بضرورة كبح جماحها، إلا أن العالم غالبًا يصم أذنه عن مسبباتها، وسط مؤتمرات دولية، ودعوات العالمية لإنقاذ الكرة الأرضية، ولكن دون جدوى!
لم تصبح التغيرات المانخية تهديدًا صريحًا فقط للنفط والطاقة المتجددة والمياه العذبة فقط كما عهدناها، ولكنها أصبحت تمثل خطرًا كبيرًا على المحاصيل الزراعية، وبدأت بالفعل في التأثير على سلع استراتيجية مختلفة حول العالم، وتأثر إنتاجها، وتراجع إنتاج بعض المحاصيل الزراعية، فضلًا عن احتراق الغابات خلال السنوات القليلة الماضية، ما أدى إلى زيادة احتمالية انقراض بعض الحيوانات، وبعض أنواع الزراعات أيضًا.
التغيرات المناخية ليست السبب فقط
ولا يُعد التغير المناخي هو الخطر الأكبر فقط، ولكن الإنسان يُمثل الرعب الأكبر؛ بغض النظر عن مخاوف الاحتباس الحراري، وارتفاع درجة حرارة الأرض، وذوبات الجليد في القطب الشمالي، إلا أن الإنسان لم يكتفِ بترك ذلك يقود الأرض إلى الهلاك وحدها، ولكنه يساعد في ذلك، عن طريق قطع الأشجار، وإزالة غابات بأكملها، ضمانًا لاستمرار بعض الصناعات.
وأظهرت دراسة أسترالية قادتها جامعة سيدني، أن استهلاك الأغذية والمشروبات والمنتجات الزراعية في البلدان الغنية، هو المحرك الأكبر لخطر الانقراض الناتج عن الاستهلاك وهو مسؤول عن 39% من البصمة العالمية لمخاطر الانقراض.
وسيتسبب ذلك في انقراض محاصيل زراعية كثيرة مختلفة حول العالم، مما يسبب خطرًا داهمًا ليس فقط بسبب تأثر سلاسل توريد الغذاء، ولكن أيضًا لأن الكثير من دول العالم تعتمد بشكل أساسي على بعض المحاصيل الزراعية في معظم عائداتها من التصدير.
"انقراض القهوة" الأبرز
حذّر علماء من أن تغير المناخ وإزالة الغابات، يُعرضان أكثر من نصف أنواع البن البري في العالم لخطر الانقراض.
وقال آرون ديفيز رئيس وحدة بحوث البن في كيو، إن ثمة حاجة ملحة لإجراء موجه في بلدان استوائية بعينها، وبخاصة في أفريقيا ومناطق الغابات التي تتأثر بشدة بتغير المناخ.
وكشف اعتماد بلدان كثيرة تعتمد على البن في معظم عائداتها من التصدير، مؤكدًا أنه من المقدّر أن مئة مليون شخص ينتجون القهوة في مزراع حول العالم.
أنواع البن المُهددة بالانقراض
وكشف بحث نشره خبراء في مؤسسة "رويال بوتانيك غاردنز" في كيو ببريطانيا، أن إجراءات الحماية الحالية لأنواع البن البري ليست كافية لحمايتها على المدى البعيد.
وقال "ديفيز" إن من بين أنواع البن المهددة بالانقراض بعض الأنواع التي تلقى رواجًا، مثل بن أرابيكا "البن العربي" وبن روبوستا.
ومن بين الأنواع المُهددة بالنقراض أيضًا، أنواع يمكن استخدامها في استنباط وتطوير أنواع جديدة للمستقبل، بعضها مُقاوم للأمراض، ويمكنه تحمل الأحوال المناخية القاسية.
وأبلغ وكالة "رويترز" قائلا:"بينما ترتفع درجات الحرارة ويقل هطول الأمطار، تنكمش المساحة الملائمة للزراعة".