يتقدم بنك «كريدى أجريكول مصر» بخطوات
سريعة للتوسع داخل السوق المصرى فى ضوء الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة وبما يتماشى
مع تطلعات أكبر بنك فرنسى يسعى للتواجد بقوة فى واحد من أهم أسواق الشرق الأوسط
وأكثرها استقرارًا ونموًا خلال السنوات الأخيرة، التى حصل خلالها البنك أيضًا على
أكثر من جائزة ومنها جائزة البنك الأكثر ابتكارًا، بما يؤكد على النمو المتوازى
والثقة المتبادلة بين الاقتصاد المصرى والمستثمرين الأجانب.
وقال بييـــر فيناس العضو المنتدب
لبنك كريدى أجريكول مصر، إن البنك يخطط لزيادة شبكة فروعه بنسبة ٪25 وطرح المزيد
من الخدمات الجديدة بالاستفادة من أحدث التقنيات المصرفية، وذلك فى إطار خطة توسع
البــــنك التى تأتى فى إطار استراتيجيته للاستدامة على أساس الابتكار، وكان البنك
قد اعلن عن تحقــــيق صافى أرباح بقيمــة 701.6 مليون جنيه خلال الربع الأول من 2019،
بنسبة نمو 33.7 ٪مقارنة بالربع الأخير من 2018.
وكشف فى الحوار التالى عن ارتفاع
محفظة القروض خلال الربع الأول بنسبة 6.8 %على أساس ربع سنوى و٪25 على أساس سنوى،
وذلك فى ضوء مستهدفات البنك لتلبية احتياجات كل العملاء وتعزيز دوره فى تنمية
الاقتصاد المصرى، بالإضافة إلى توسعات مؤسسة «كريدى أجريكول مصر للتنمية» فى أعمال
المسئولية المجتمعية وضخ مزيد من المساهمات لتنمية مختلف مجالات الحياة فى مصر.
بداية.. ما هى أبرز الاختلافات الجوهرية بين
القطاع المصرفى المصرى والفرنسى؟
منذ توليت منصب العضو المنتدب لبنك «كريدى
أجريكول مصر»، وجدت أن معدل توظيف القروض إلى الودائع بالقطاع المصرفى المصرى
منخفضة لأقل من 50% تقريبًا، فى حين يصل معدل التوظيف فى السوق المصرفى الفرنسى
إلى 100% بل وفى بعض الأحيان تصل النسبة إلى 120%.
وأرى أن السبب الرئيسى فى تراجع نسب
التوظيف فى مصر هو غياب ثقافة التعامل مع البنوك فضلاً عن انخفاض عمليات التمويل
العقارى لعدم وجود تسجيل للعقارات والأراضى خاصة فى المدن والأحياء القديمة،
وبالتالى عدم وجود ضمانات للبنوك حتى تقرض المستهلكين على أساسها، وهذا على خلاف
السوق المصرفى الفرنسى الذى يشهد نشاطاً كبيراً بالنسبة لعمليات توظيف الودائع فى
إقراض مختلف العملاء والأنشطة.
وهل هناك تحديات فى نشر الثقافة المصرفية
الفرنسية فى السوق المصرى؟
بالتأكيد.. هناك تحديات فيما يتعلق بنقل الثقافة
المصرفية الفرنسية إلى مصر، وذلك نتيجة لصعوبة التسجيل العقارى فى مصر، وبالتالى
صعوبة وجود ضــمانات لمعظم عمليات الإقراض، غير أن الإقراض فى فرنسا لا يعتمد فقط
على الضمانات ولكن يعتمد أيضاً على قدرة العميل على السداد.
وما هو تقييمكم للمصرفى المصرى؟
لقد حالفنا الحظ عندما استحوذنا على البنك
المصرى الأمريكى وهو كان من البنوك الشهيرة ذات السمعة الجيدة جدًا وكان يضم
مجموعة من أفضل الكوادر على مستوع مهنية عالية.
وبصفة عامة فإن المصرفى المصرى على
أعلى درجة من الكفاءة والتدريب، ويعملون بطريقة منظمة واحترافية وخصوصًا السيدات.
وماذا عن الخدمات الرقمية التى يتميز بها بنك
«كريدى أجريكول»؟
نحن فى بنك «كريدى أجريكول مصر» نعزز من ثقافة
التحول الرقمى ونتحرك بخطى سريعة نحو الريادة فى مجال الخدمات الرقمية، لذا حصلنا
على جائزتين فى عام 2018 عن تطبيق الموبايل البنكى، بالإضافة إلى جائزة البنك
الأكثر ابتكارًا.
وقمنا بإصدار أحدث تطبيق للتعرف الذكى
على بصمة اليد، بالإضافة إلى خصائص رقمية جديدة متنوعة، ونمضي قُدمًا فى خطتنا
للتوسع الجغرافى لإنشاء فروع جديدة توازن بين الخدمات الرقمية والخدمات الاستشارية
التى يقدمها موظفو الفروع تحت شعار 100% خدمات رقمية و100% استشارات بنكية ليكون
هناك توازن عملى مثمر بين العنصر البشرى والتكنولوجيا المالية.
ويخطط البنك لزيادة شبكة فروعه بنسبة 25%
وطرح المزيد من الخدمات الجديدة إلى جانب تطوير الخدمات الحالية مع الاستفادة من
أحدث التقنيات، وقد انتهينا من افتتاح أول فرع لا نقدى ومقره فى «داندى مول»
بالقرب من فرع «تشيل اوت».
كما تم افتتاح فرع ميدان المساحة
بالدقى وهو الفرع الثالث فى سلسلة الفروع المبتكرة Banki
Store، ومن المقرر افتتاح فرع آخر بمدينة طنطا
ويعتمد هذا المفهوم على إحداث توازن بين اتباع التقنيات والاستشارات البنكية
بطريقة تدعم ثقافة التحول الرقمى والشمول المالى بما يتماشى مع توجهات البنك
المركزى المصرى واهتمام «كريدى أجريكول» بتقديم أعلى قيمة مضافة لعملائه.
وهل يعتزم البنك تدشين فروع بالقرب من المشروعات
القومية مثل العاصمة الإدارية؟
لدينا فرعان فى مدينة شرم الشيخ فى محافظة جنوب
سيناء ونخطط حاليًا للتوسع فى منطقة الدلتا، كما ندرس التواجد بالعاصمة الإدارية
لخدمة القطاعات الموجودة هناك ولدينا فروع فى كل المحافظات والصعيد.
والجدير بالذكر أن البنك يعتز كثيرا
بمقره الرئيسى الواقع بالقاهرة الجديدة وهى منطقة محورية. وافتتح البنك هذا المقر
فى عام 2014، وهو مبنى نموذجى لأنه صديق للبيئة وهو الوحيد الحاصل على الشهادة
البلاتينية العالمية فى الحفاظ على البيئة.
ومع كل هذا التطور هل ترتكز سياسات «كريدى
أجريكول» على استهداف أعلى الشرائح أم لا يمانع فى أن يصبح بنكًا جماهيريًا؟
لدينا قاعدة متكاملة من الخدمات والمنتجات
البنكية التى تسمح بمخاطبة كل شرائح العملاء، كما أن البنك يقدم أيضًا منتجات خاصة
تخاطب شرائح معينة من العملاء، ولكن هذا لا يمنع من تقديم كل الخدمات لخدمة كل
فئات المجتمع، إذ نوفر باقات متنوعة من المنتجات والخدمات التى تخاطب الشباب فى
إطار الشمول المالى، كما قمنا بتطوير تطبيق المحفظة البنكية Mobile
Wallet، بالإضافة إلى مختلف البطاقات البنكية.
إذن ما هو الإطار العام لاستراتيجية عمل البنك
فى مصر خلال الفترة المقبلة؟
يمر الاقتصاد المصرى بمرحلة جريئة من الإصلاحات
المالية والنقدية وكذلك التوسع فى مختلف المجالات الاستثمارية وهو الأمر الذى
أشادت به كل المؤسسات العالمية، وتماشيًا مع الخطط التنموية لمصر نسعى لزيادة
محفظة قروض التجزئة المصرفية ودعم احتياجات عملائنا من الشركات والتواجد فى سوق
التأجير التمويلى وإدارة الأصول، كما نرى أن سوق المال يتحسن، وبالتالى يمكن لنا
التواجد بصورة أفضل، إلى جانب وجود فرص كبيرة لزيادة حجم التعاملات من خلال
التأمين البنكى.
تتوسع مصر أيضًا فى استخدامات الطاقة المتجددة
فما هى خطتكم فى هذا الشأن؟
استمرارًا لتعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة
افتتحنا مؤخرًا محطة طاقة شمسية فى فرع البنك بمدينة السادس من أكتوبر، وتأتى هذه
الخطوة لتتماشى مع سعى الدولة لاستخدام مصادر نظيفة ومتجددة لتلبية الاحتياجات
المتزايدة من الطاقة، وتكفى الطاقة التى يوفرها الفرع سنويًا لتغطية استهلاك 105
أسر.
ويفخر«كريدى أجريكول» بامتلاكه أكبر
محطة ألواح شمسية بين البنوك العاملة فى مصر والمستخدمة فى مقره الرئيسى بالقاهرة
الجديدة ونعتزم التوسع فى استخدام الطاقة المتجددة فى المزيد من الفروع.
وماذا عن نتائج أعمال البنك خلال الربع الأول من
2019؟
فى الحقيقة انعكس النمو المستمر للبنك وتطوره
التجارى على نتائجه المالية خلال الربع الأول من العام الحالى حيث حقق صافى ربح
قدره 701.6 مليون جنيه بزيادة 33.7 % مقارنة بالربع الأخير من 2018 وبدعم من
التوقعات الإيجابية للاقتصاد المصرى وما ترتب على ذلك من زيادة فى الأنشطة
التجارية.
وارتفعت محفظة القروض خلال الربع
الأول بنسبة ٪6.8 على أساس ربع سنوى و٪25 على أساس سنوى، وذلك بهدف تلبية احتياجات
العملاء وتعزيز الاقتصاد المصرى.
وما هى مساهمات البنك فى المسئولية المجتمعية؟
أطلق «كريدى أجريكول» مؤسسته التابعة للعمل فى
مجال المسئولية المجتمعية منذ عام 2018، للعمل وفق نهج مستدام لإحداث تأثير أكبر
وتغيرات إيجابية ملموسة داخل المجتمع المصرى مع التركيز على الشباب فى مجالات
التعليم والصحة وريادة الأعمال.
ووقعت مؤسسة «كريدى أجريكول مصر
للتنمية» بروتوكول تعاون مع مستشفى أبو الريش اليابانى للأطفال لرعاية مشروع رئيسى
لتجديد وتحديث 3 غرف عمليات، مما يساعد فى إجراء 3000 عملية للأطفال سنويًا وستقوم
المؤسسة بالتبرع بمبلغ 5 ملايين جنيه وتنظيم حملة لجمع تبرعات تصل إلى 50 مليون
جنيه وتواصل المؤسسة دعم مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال منذ أكثر من 10 سنوات،
وذلك فى اطار جهود المؤسسة لدع قطاع الصحة.
ومن بين المشروعات والمبادرات فى مجال
التعليم التى أطلقتها المؤسسة مؤخرًا مبادرة «إبهار مصر» والتى أطلقت العام الماضى
بالتعاون مع مؤسسة «التعليم أولاً» وتهدف لرعاية الطلاب الموهوبين ومساعدتهم على
تنمية مهاراتهم وتحفيزهم، وتستمر المبادرة خلال 2019 عبر المزيد من التطوير، إذ
يتم إطلاق منصة رقمية لتلقى طلبات الشباب من كل أنحاء مصر.
وفى مجال ريادة الأعمال والتمكين، لدى
«بنك كريدى اجريكول مصر» التزامًا صارمًا بتقديم الدعم للشباب، حيث قدم البنك منحة
لبرنامج حاضنة جسر التكنولوجيا التابع لمؤسسة مصر الخير ويهدف البرنامج الى دعم
المبتكرين والمشروعات الناشئة فى مجال التكنولوجيا التى تركز على التحديات
الاجتماعية فى مجالات المياه والطاقة والغذاء والصحة والتعليم وتم تصميم البرنامج
لدعم رواد الأعمال خلال المراحل المتعددة من دورة الابتكار.
كما وقعت المؤسسة بروتوتكول تعاون مع
وزارة التضامن الاجتماعى والذى يتضمن صرف منحة بقيمة 6 ملايين جنيه على مدار 3
سنوات من أجل توفير فرص عمل للسيدات فى القرى الأكثر احتياجًا فى مصر من خلال
المشروعات متناهية الصغر.
وما أهم المميزات التى أضافتها تجربة البنوك
الأجنبية لمصر؟
أضافت الكثير ويتضح ذلك من خلال حجم القروض التى
تضخها البنوك الأجنبية فى السوق سواء للشركات الكبرى أو المتوسطة. ونحن كجزء من
مجموعة كريدى أجريكول، نعمل حاليًا مع باقى البنوك فى ترتيب القروض المشتركة
وتوفير التمويلات اللازمة للمشروعات الكبرى خاصة فى مشروعات الطاقة، حيث شاركنا
بنكين آخرين فـى ترتيب قرض لصالح شركة «ميــدور» بقيــمة 350 مليون دولار لمــدة 10
سنوات، فضلًا عن المساهمة فى قروض لمشروعات البنية التحتية مثل تمويل القطار
السريع من صعيد مصر للساحل الشمالى، وتمويل عمليات التصدير.
وقمنا بتأسيس إدارة متكاملة للقروض
المشتركة داخل بنك «كريدى أجريكول» والتى تضم مجموعة من الكفاءات والكوادر
المصرفية المتميزة فى مجال القروض المشتركة، ونعمل مع عدد من البنوك الحكومية لمنح
قروض مشتركة وتمويلات بالعملة الأجنبية والمحلية.
هل يتم استقطاب الموظفين الجدد من البنوك
المحلية أم من البنوك الأجنبية والعربية؟
معظم التعيينات تتم من خلال السوق المصرى المحلى
سواء كانوا من البنوك المحلية أو الأجنبية ونقوم بتدريب الموظفين داخل مصر أو
خارجها سواء فى باريس أو باقى الدول الأجنبية التى تنتشر بها فروعنا مثل أوكرانيا
والمغرب وبولندا وصربيا ورومانيا وإيطاليا التى نمتلك بها حصة سوقية تصل إلى %6.
والجدير الذكر ان لدينا تواجداً
كبيراً فى الأسواق العالمية ونحن البنك الأول فى فرنسا بحصة سوقية بلغت %35، ومن خلال ذلك،
نسعى لتبادل الخبرات ما بين كوادر المجموعة المتواجدين فى الدول المختلفة وذلك
لأننا أولًا وأخيرًا نسعى إلى تقديم أفضل جودة للخدمات المصرفية التى نقدمها لعملائنا
وهدفنا هو إرضاء العميل لكسب الثقة فى جميع الأسواق.
وأخيرًا.. ما تعليقكم على قانون البنوك الجديد
ومدى تأثيره على أداء البنك بما فيها رأس المال؟
تم وضع هذا القانون ليتماشى مع المعايير الدولية
ولم يكن مفاجئًا بالنسبة لنا، ولكن أهم ما فى هذا القانون هو تحديد الحد الأدنى
لرأسمال البنوك ليصبح 5 مليارات جنيه ومنح البنوك 3 سنوات مهلة لتوفيق الأوضاع
وزيادة رأس المال، والذى سيتم غالبًا من خلال احتجاز الأرباح.