قال المهندس رائف فهمي، مؤسس رائف فهمي معماريون، إن فكرة الاستدامة لها عدة محاور اقتصادية واجتماعية ومادية وبيئية مرتبطة ببعضها البعض، كما أن تطور الاحتياجات البشرية يدفع لمزيد من الاعتماد على عنصر الاستدامة، لافتا إلى أن المطور يحتاج لتنفيذ مشروع مربح اقتصاديا ليتمكن من التوسع في تنفيذ مشروعات أخرى.
أوضح خلال المائدة المستديرة "العمارة والتنمية المستدامة"، أن المطور يحتاج لتنفيذ مشروع غير طارد للسكان ويحتوي العديد من الأجيال داخل نفس المشروع مما يتطلب تطور المشروع بالتوازي مع تطور الأجيال التي تعيش بداخله، حيث استشهد بمنطقة وسط البلد والتي أصبحت منطقة طاردة للأجيال الشابة بها للسكن في مناطق أخرى وبالتالي انخفاض معدل الانفاق بها وتقليل قيمتها الاستثمارية.
أضاف أنه لابد من منظومة متكاملة للدولة كلها للتحول نحو مفهوم الاستدامة والعمارة الخضراء وليس فقط تنفيذ مشروع يعتمد على مفهوم العمارة الخضراء، فزيادة معدل استخدام الفرد للسيارة يعني مزيد من الانبعاثات الضارة بالبيئة والتأثير على صحة الفرد، ولكن مع زيادة الاعتماد على المواصلات الجماعية فإنه يتم التحكم في نسبة انبعاثات الغاز وتصبح المدينة كلها خضراء.
أكد أن مصر تتميز بجو معتدل طوال العام وطبيعة الإنسان أن يكون في مكان مفتوح وليس مكانا منغلقا، وبالتالي لابد من إعادة حركة الناس من مكان لآخر داخل نفس المنطقة، فالمدينة بيئة تفاعلية تضم كل العناصر بالقرب من بعضها وليس من المنطقي أن يكون الجزء السكني في مكان والتجاري في مكان آخر داخل نفس المشروع، لافتا إلى ضرورة أن يكون التصميم تفاعليا داخل المشروع.
لفت إلى أن هناك عددا محدودا من المصانع التي تنفذ الخلايا الشمسية وبالتالي ارتفاع تكلفتها، فيجب أن نتعلم من الدول التي سبقتنا في مجالات العمارة تنفيذ المواد المستخدمة في تنفيذ التنمية المستدامة، وأنه لا يجب عدم تقليل قيمة المجهودات الفردية لتنفيذ مباني خضراء.
أشار إلى أن فهم ثقافة العميل واحتياجاته في السكن يمكن من تصميم مشروع يلقى اهتمام العميل ويجذبه للسكن به، ففهم ثقافة العميل تعني تطوير المشروع وتنفيذه وفق هذه الثقافة.