الذهب يبادر بالصعود 2.13%.. وتأخر الدولار في حسم نواياه تجاه الأزمة.. واليورو يواصل سقوطه


الاحد 27 فبراير 2022 | 02:00 صباحاً

توقعات ناجحة من المستثمرين قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية

«مورجان ستانلي» يرتفع بنسبة 0.40% في الأسبوع الثالث على التوالي 

انخفاض مؤشر «Stoxx 600» بنسبة 1.87% في سوق الأسهم الأوروبية

كشف أداء الأسواق العالمية عن استعداده وتأثره المبكر بالتوترات الجيوسياسية قبيل إطلاق صافرات غارات الحرب الروسية الأوكرانية، حيث إن تراجع سوق السندات ساهم في إحداث موجات تراجع مكثفة مع تسطح منحنى العائد، في ظل وتيرة تشديد الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية، مدفوعة بارتفاع مؤشر أسعار المستهلك، وذلك في ظل ترقب المستثمرين للحرب؛ للبحث عن ملاذات استثمارية آمنة كسبيل للتعامل مع تداعيات هذه الاضطرابات على كافة أوجه الاستثمار.

ويأتي الذهب على رأس الاستثمارات الداعمة للدول والبنوك في الوقت الراهن، خاصة وأن الاستثمار بالذهب يُعد أعلى أنواع الاستثمار أماناً، حيث تلجأ الدول والبنوك خلال الأزمات لشراء الذهب كمخزن للقيمة، والنفط بصورة قوية؛ نتيجة لقيام الحرب الروسية والأوكرانية، حيث وصلت أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2014، وذلك بعد ارتفاعها للأسبوع الثامن على التوالي.

وترصد جريدة «العقارية» تحركات الأسواق العالمية كما يلي:

وعلى مستوى سوق السندات، سجلت سندات الخزانة الأمريكية مكاسب عبر جميع آجال الاستحقاق باستثناء السندات أجل 30 عامًا، أما فيما يتعلق بالعائدات، تراجعت عوائد سندات الخزانة لأجل سنتين للمرة الأولى بعد ثمانية أسابيع متتالية من الارتفاع، حيث انخفضت 3.60 نقطة أساس لتصل إلى 1.469%، بينما انخفضت عوائد السندات لأجل 5 سنوات بمقدار 3.50 نقطة أساس لتغلق عند 1.821%.

أما بشأن السندات ذات الآجال الأطول، انخفضت عوائد السندات أجل 10 سنوات بمقدار 1 نقطة أساس لتصل إلى 1.931%، بينما ظلت عائدات السندات أجل 30 عامًا دون تغيير تقريبًا، حيث ارتفعت بمقدار 0.30 نقطة أساس فقط لتنهي الأسبوع عند 2.244%، وهو أعلى مستوى إغلاق أسبوعي في 9 أشهر.

وعلى مستوى العملات، أنهى مؤشر الدولار الأسبوع دون تغيير تقريبًا (-0.04%)، بعد أن استهل الدولار تداولات ذات الأسبوع بأداء قوي في ظل سيطرة حالة من المخاطر على الأسواق المالية العالمية عقب قيام الحرب الروسية الأوكرانية.

وانخفض اليورو بنسبة -0.25% على الرغم من مكاسب منتصف الأسبوع، حيث كانت تحركات العملات بشكل أساسي بسبب الوضع الجيوسياسي، بينما سجل الجنيه الإسترليني مكاسب متواضعة + 0.18% خلال الأسبوع الثالث من شهر فبراير.

وعلى مستوى الذهب، ارتفعت أسعاره بنسبة 2.13% لتستقر عند 1898.43 دولارًا للأونصة، قبيل قيام الحرب الروسية الأوكرانية، حيث سبق وحذرت الولايات المتحدة من احتمالية غزو روسيا لأوكرانيا.

وعلى غرار الأسواق الناشئة، انخفض مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة مكاسب، حيث ارتفع بنسبة 0.40%، وذلك للأسبوع الثالث على التوالي، حيث أنهى الدولار الأمريكي الأسبوع بشكل أضعف قليلاً.

وتباينت عملات الأسواق الناشئة مع ارتفاع غالبية العملات التي تتبعها مؤشر بلومبرج خلال الأسبوع، حيث ارتفع الريال البرازيلي بنسبة + 2.14%؛ ليحقق ارتفاعاً للأسبوع السادس على التوالي، حيث رفع المستثمرون توقعاتهم لأسعار الفائدة في عام 2022، واحتلت عملة البات التايلندي المركز الثاني بارتفاعها + 1.65% متفوقة على عملات الأسواق الناشئة في آسيا؛ نتيجة لاستمرار دخول التدفقات الأجنبية إلى سوق السندات والأسهم مع إعادة فتح الحدود للسياح الدوليين هذا الشهر.

وانخفضت الليرة التركية بنسبة (-1.22%) وكانت الأسوأ أداء خلال الأسبوع، حيث أبقى البنك المركزي التركي على سعر الفائدة على الايداع لمدة أسبوع دون تغيير على الرغم من استمرار التضخم عند أعلى مستوى له في 20 عامًا، وكان البيزو الأرجنتيني ثاني العملات الأسوأ أداء بانخفاض بلغ -0.59%، وذلك بسبب ارتفاع التضخم الذي وصل إلى 50.7% على أساس سنوي و3.9% على أساس شهري في يناير.

وعلى مستوى الأسهم الدولية، تراجعت المؤشرات الرئيسية بالأسواق المتقدمة بأكثر من 1 نقطة مئوية للأسبوع الثاني على التوالي، وجاءت هذه الخسائر نتيجة تصاعد المخاوف قبيل انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية، وتصاعد حالة القلق إزاء ارتفاع التضخم.

وانخفض مؤشر ستاندرد أند بورز S&P 500 بنسبة 1.58% خلال تداولات هذا الأسبوع، ليتجه بذلك نحو انخفاض شهري آخر، إذ تراجع بنسبة 3.70% منذ بداية الشهر وحتى الآن، وتراجعت جميع أسهم القطاعات الرئيسية، ما عدا الأسهم الدفاعية، وانخفض مؤشر ناسداك المركب Nasdaq لأسهم الشركات التكنولوجية الكبرى بنسبة 1.76%، وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي Dow Jones بنسبة 1.90% على مدار الأسبوع، وذلك بعدما حقق مكاسب خلال أول ثلاثة أيام تداول هذا الأسبوع، وارتفع مؤشر VIX لقياس تقلبات الأسواق بشكل طفيف، حيث وصل المؤشر إلى 27.75 نقطة يوم الجمعة مقارنة بمتوسطة منذ بداية العام والذي يبلغ 23.4 نقطة.

 أما بشأن الأسهم الأوروبية، اتبعت مؤشر STOXX 600 اتجاه نظرائه في الولايات المتحدة، حيث انخفض بنسبة 1.87%، مدفوعًا بتراجع قطاعات السفر، والترفيه، والقطاع المصرفي، والتأمين، والخدمات المالية، وسجلت المؤشرات الإقليمية تراجعًا أسبوعيًا بقيادة مؤشر DAX الألماني (-2.48%)، ومؤشر CAC 40 الفرنسي (-1.17%)، ومؤشر FTSE 100 البريطاني -1.92%.

وبالانتقال إلى الأسواق الناشئة، انخفض مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة 0.70% على مدار الأسبوع، لكن معظم مؤشرات الأسهم الصينية الرئيسية حققت مكاسب خلال تداولات هذا الأسبوع على خلفية انخفاض الأسعار أكثر مما كان متوقعًا، وبسبب دعم السياسات النقدية المٌقدم من بنك الشعب الصيني.

وعلى مستوى البترول، تراجعت أسعار النفط بنسبة 0.95% لتغلق عند 93.54 دولارًا للبرميل، وسجل النفط بذلك أول انخفاض أسبوعي منذ منتصف ديسمبر 2021؛ ليكن الأسبوع الثالث من شهر فبراير بداية انخفاض لم يُكتب له الاستمرار قبيل انطلاق صافرات الحرب الروسية الأوكرانية.

ويذكر أن أسعار النفط ارتفعت للأسبوع الماضي للمرة الثامنة على التوالي، محققة مكاسب بنسبة 1.25%، لتصل إلى 94.44 دولارًا للبرميل يوم الجمعة، مسجلة بذلك أعلى سعر لها منذ 2014.