"الوضع يُنبئ بكارثة على النظام العالمي، والتضخم خرج عن السيطرة"، هكذا بدأ كبير مستشاري شركة "أليانز" الخبير الاقتصادي، محمد العريان، في تصريحاته الصحفية الأخيرة عن معدلات التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية والسياسة التي يتبعها الفيدرالي الأمريكي.
وأوضح العريان أن الفيدرالي الأمريكي اتخذ الخطوة التي توقعتها الأسواق بالفعل، وذلك عقب الإعلان عن إنهاء برنامج التشديد، مضيفًا بالقول: "لكنها ليست الخطوة اللازمة لتحقيق الرفاه الاقتصادي المستدام من وجهة نظري، حيث كان يفترض بالفيدرالي الأمريكي التوقف فورًا وفي الحال عن شراء الأصول وإنهاء البرنامج".
وأشار العريان إلى أن كان يجب على الفيدرالي الأمريكي أن يكون أكثر وضوحا فيما يخص الإشارة لرفع أسعار الفائدة، موضحًا أن الفيدرالي لم يرسل إشارات واضحة من شأنها ضبط أوضاع السوق الاقتصاد فيما يتعلق بأسعار الفائدة حتى الآن، مؤكدًا بالقول: "إن الفيدرالي الأمريكي يتحدث عن زيادة الفائدة بواقع 5 مرات خلال 2022، بينما تتجه تقديرات بنك أوف أمريكا إلى زيادة الفائدة بواقع 7 مرات خلال العام ذاته".
وقال كبير مستشاري شركة أليانز: "يبدو أن الفيدرالي الأمريكي غير مسيطر على وضع الأسعار، وبالتالي فهو غير مسيطر على وضع التضخم، مضيفًا أن هناك تحولًا صاعدًا في توقعات رفع أسعار الفائدة إلى حد كبير؛ نظرًا للتوقعات التي صارت متذبذبة فيما يخص سعر الفائدة المرجح.
وأضاف العريان أن الفيدرالي يحاول ضبط الأسعار من خلال محاولة التعامل مع التأثيرات الانكماشية في ذات الوقت، قائلاً: "إن تلك المحاولات تثير بواعث القلق، فهى نتيجة طبيعية للتأخر عن وضع حلول حقيقية وناجزة".
وقال: "لم يعد لدى الاحتياطي الفيدرالي سوى فرصة ضئيلة للحياد عن السياسة التي انتهجها منذ عقود، وتلك السياسة المبنية على وضع السيولة بشكل هائل ومتوقع"، مشيرًا ~إلى عدم تغيير الفيدرالي لتلك السياسة ينذر بوقوع خطأ في السياسة المالية من شأنه أن يقوض كلًا من النمو العالمي والاستقرار المالي، خاصة أن بعض الأسواق الناشئة بالفعل بدأت في رفع أسعار الفائدة.