«دلتا» و«طالبان» يؤثران على تحركات الأسواق العالمية فى أسبوع


الاربعاء 01 سبتمبر 2021 | 02:00 صباحاً

كانت معنويات السوق سلبية خلال الأسبوع الماضى، حيث استمر متحور دلتا فى الانتشار حول العالم، مما أدى إلى تجدد القيود وزيادة مخاوف المستثمرين فيما يتعلق باحتمالية حدوث تباطؤ فى زخم الانتعاش الاقتصادى، كما أثر استيلاء قوات طالبان على أفغانستان على معنويات السوق هذا الأسبوع.

وفى سياق آخر، أظهر محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أن مسئولى بنك الاحتياطى الفيدرالى متفقون إلى حد ما على أن خفض برنامج شراء السندات يمكن أن يبدأ فى نهاية العام. يتطلع السوق الآن إلى ندوة جاكسون هول، حيث من المقرر أن يتحدث رئيس مجلس الاحتياطى الفيدرالى جيروم باول يوم الجمعة القادم.

سوق السندات:

وتباين أداء سندات الخزانة الأمريكية هذا الأسبوع، فقد خسرت السندات ذات الآجال القصيرة حيث أظهر محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أن غالبية صانعى السياسة اتفقوا على أن الاحتياطى الفيدرالى قد يبدأ فى الخفض التدريجى لبرنامج شراء الأصول فى وقت لاحق من هذا العام، أما بالنسبة للسندات ذات الآجال الطويلة، فقد حققت سندات الخزانة مكاسب نتيجة قوة العطاءات، حيث كان الطلب على أصول الملاذ الآمن قويًا على خلفية الانتشار المستمر لمتحور دلتا والتوترات الجيوسياسية فى أفغانستان.

وأغلقت العوائد الحقيقية لسندات الخزانة لأجل 10 سنوات تعاملات الأسبوع بارتفاع طفيف عند -1.01 % من -1.08 % على الرغم من انخفاض العوائد الاسمية مع تراجع توقعات التضخم بشكل كبير.

العملات: 

فيما ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 1.06 % هذا الأسبوع، حيث زاد الطلب على أصول الملاذ الآمن بسبب انتشار متحور دلتا إلى جانب التوترات الجيوسياسية فى أفغانستان. خسرت بقية عملات مجموعة العشر دول الكبار هذا الأسبوع، على الأرجح بسبب قوة الدولار.

أنهى الذهب تعاملات الأسبوع دون تغيير تقريبًا حيث فضل المستثمرون الدولار عند طلب أصول الملاذ الآمن.

 أسواق الأسهم:

أنهت أسهم الأسواق المتقدمة تداولات هذا الأسبوع على انخفاض، متراجعة بذلك عن المستويات القياسية التى حققتها من قبل، حيث تأثرت الأسواق بتوقعات خفض الاحتياطى الفيدرالى لمشترياته من السندات بشكل أسرع من المتوقع، كما تأثرت معنويات الأسواق بسبب توترات الأوضاع الجيوسياسية فى أفغانستان، وتأثرت معنويات الأسواق أيضًا بسبب بعض تقارير أرباح الشركات الفصلية الضعيفة، وأنهى مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 تداولات هذا الأسبوع بتراجع بلغ 0.59 %، وقادت أسهم قطاع الطاقة هذه الخسائر، حيث انخفضت بنسبة 7.33 % على خلفية الانخفاض الكبير فى أسعار النفط.

 علاوة على ذلك، تسببت أسهم المواد الأساسية والأسهم الصناعية والأسهم المالية فى تراجع المؤشر، وانخفض مؤشر ناسداك المركب لأسهم الشركات التكنولوجية الكبرى Nasdaq بنسبة 0.73 %، حيث تراجع خلال هذا الأسبوع بسبب انخفاض سعر سهم شركة تسلا (بنسبة -5.15 %) بعد قيام الولايات المتحدة بفتح تحقيق حول نظام القائد الآلى المثبت فى سيارات تسلا.

 وسار مؤشر داو جونز الصناعى Dow Jones على خطى المؤشرات السابقة، حيث انخفض بنسبة 1.11 % هذا الأسبوع.

وفى أوروبا، هبطت الأسهم أيضًا مع تراجع مؤشر STOXX 600 بنسبة 1.48 % على خلفية خسائر أسهم الطاقة.

انخفض مؤشر مورجان ستانلى للأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة 4.69 % وذلك للأسبوع الثانى على التوالى، ليمحى بذلك المكاسب التى حققها خلال عام 2021، حيث أظهر محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بدء الحديث عن الخفض التدريجى لبرنامج الاحتياطى الفيدرالى لشراء السندات، وأن عملية الخفض قد تبدأ فى وقت مبكر عما هو متوقع وقبل نهاية هذا العام، وانخفضت الأسهم أيضًا نتيجة لتخلص المستثمرين من الأسهم الآسيوية وسط استمرار تشديد الصين للإجراءات التنظيمية الصارمة. 

وتراجع مؤشر مورجان ستانلى MSCI Equity إلى أدنى مستوى له منذ أواخر نوفمبر 2020، حيث جاءت الخسائر بقيادة الشركات فى قطاعات السلع الاستهلاكية الكمالية، والمواد الأساسية، التكنولوجيا، كما انخفضت أسعار أسهم مجموعة على بابا بشكل ملحوظ (-13.54 %).

تدهورت شهية المخاطرة بشكل عام خلال الأسبوع فى الأسواق المالية العالمية وسط حالة عدم اليقين التى خيمت على تطور الأوضاع بشأن انتشار متحور دلتا، كما ساهم الحديث عن خفض الاحتياطى الفيدرالى لمشترياته من السندات، والقواعد الأخيرة التى فرضتها الصين على الشركات الصينية فى ضعف شهية المخاطرة.

البترول:

وسجلت أسعار النفط أكبر خسارة أسبوعية لها (-7.66 %) منذ أكتوبر 2020، حيث باع المستثمرون العقود الآجلة استعدادًا لضعف الطلب فى جميع أنحاء العالم على النفط بسبب ارتفاع حالات الإصابة والوفيات جراء فيروس كورونا.

 وأتمّ يوم الجمعة اليوم السابع على التوالى لخسائر أسعار النفط، لتصبح سلسلة الخسائر تلك هى الأطول منذ أكثر من عام، كما أثر زيادة إنتاج النفط على الأسعار وسط انتشار متحور دلتا، وهو الأمر الذى يتخوف منه المستثمرون لأنه بدأ بالفعل فى التأثير على الطلب، وارتفع إنتاج النفط بصورة منتظمة، حيث صرحت شركة الخدمات بيكر هيوز أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط قد ارتفع إلى 11.4 مليون برميل يوميًا فى الأسبوع الأخير، كما أضافت شركات التنقيب عن البترول حفارات جديدة وذلك للأسبوع الثالث على التوالى.

 فضلًا عن ذلك، بدأت دول (أوبك +) فى رفع الإنتاج ببطء بعد توقفه فى بداية جائحة فيروس كورونا، من الجدير بالذكر أيضًا أن قوة الدولار قد أثرت على المواد الأساسية لأنها تجعل النفط أكثر تكلفة على المشترى الأجنبى. 

سوق الأوراق المالية 

تراجعت الأسواق المحلية خلال الأسبوع الماضى، حيث قام المستثمرون ببيع الأوراق المالية فى محافظهم الاستثمارية بهدف جنى بعض الأرباح المحققة منذ الصعود الذى بدأ فى منتصف يوليو الماضى.

 سجل السوق الرئيسى الأسبوع الماضى انخفاض بنسبة -0.70 %، ويرجع ذلك أساسًا إلى عمليات جنى الأرباح التى تم تنفيذها على أسهم البنك التجارى الدولى (CIB) وبعض الأسهم القيادية الأخرى وهو ما يتسق مع أداء الأسواق العالمية، من المتوقع أن يواجه السوق هذا الأسبوع شائعات بشأن تأخير أو إلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية، وهو أمر مطروح للنقاش بين المستثمرين المؤثرين فى السوق والمسئولين.