ما هي منصة "بارلر" التي تستقطب أنصار ترامب واليمين المتطرف؟


الاحد 10 يناير 2021 | 02:00 صباحاً
عبدالله محمود

ما أن أعلنت منصّات التواصل الاجتماعي، وفي مقدمها "تويتر" و"فيسبوك" و"إنستغرام"، و"تويتش" و"سنابشات" حذف أو تعليق حسابات الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب والمئات من مناصريه، حتى توجّه الملايين من أنصار الرئيس ترامب، إلى منصّة "بارلر" كإحدى الخيارات البديلة لتمرير الرسائل ومخاطبة الرأي العام عبر الشبكة العنكبوتية.

وكانت غالبية منصات وسائل التواصل الاجتماعي، اتخذت قرار تعليق حسابات ترامب بهدف الحد من الخطاب التحريضي الذي تجسد يوم الأربعاء الماضي حين اقتحم مواطنون أمريكيون مبنى الكابيتول، والذي يعدّ أحد الرموز الحية للديمقراطية عبر العالم وذلك بعد لحظات من تغريدة أطلقها الرئيس المنتهية ولايته من حسابه.

وردًا على ذلك، قال ترامب في بيان يوم الجمعة الماضي: إننا "نتفاوض مع مواقع أخرى مختلفة، وسنصدر إعلانًا كبيرا قريبا، بينما ننظر أيضا في إمكانيات بناء منصتنا الخاصة في المستقبل القريب"، وأعرب خبراء ومتابعون عن اعتقادهم بأن ترامب سيتخذ من "بارلر" منصة له في الوقت الراهن.

وكانت منصة "بارلر" شقّت طريقها في فضاء التواصل الاجتماعي، قبل نحو عامين، وخلال هذه المدّة تمكّنت المنصة من استقطاب الكثيرين من أنصار اليمين المتطرف، ووفقاً لمزاعم إدارييها فإن عدد المستخدمين للمنصة ينوف عن الـ 12 مليون مستخدم، من بينهم أبناء ترامب إريك ودونالد جونيو.

والرئيس التنفيذي لمنصة "بارلر"، جون ماتزي، وهو مبرمج محافظ ومقره نيفادا، ويعدّ نفسه ليبرالياً، يقول إنه ساهم بتأسيس هذه المنصة في العام 2018 لتقديم بديل "يؤمن حرية التعبير" التي قد تنال منها المنصات الاجتماعية العملاقة، حسب رأيه.

ووفقًا للقائمين على منصّة "بارلر" فإنه يمكن للمستخدمين النشر "دون خوف من أن يتم حظرهم بسبب آرائهم"، وأوضحت المنصّة أن المحدد لنشر مشاركات المستخدمين هو عدم احتوائها على أبعاد إجرامية وأن لا تقوم بعملية ترويج بشكل عشوائي، وانطلاقاً من ذلك تصدر تطبيق "بارلر" قوائم التطبيقات الأكثر تنزيلاً في متاجر "غوغل" و"آبل" خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي. وبالفعل قفز عدد مستخدمي "بارلر" خلال الاضطرابات التي شهدتها الانتخابات الأمريكية خلال الشهرين الماضيين، من 4.5 مليون مستخدم إلى ملايين مستخدم.

غير أن منصّة بارلر واجهت قبل يومين مشكلاتٍ تتعلق بالمحتوى الذي تبثه والذي قد ينطوي على التحريض على العنف في الولايات المتحدة في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها البلاد قبيل عملية انتقال السلطة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، وتأسيسًا على ذلك، سحبت "غوغل" تطبيقها للهواتف الذكية من متجر التطبيقات الخاص، وهو الأمر الذي قامت به أيضاً شركة "آبل" التي أعطت "بارلر" 24 ساعة لمعالجة الشكاوى التي تم نشرها "لتخطيط وتسهيل المزيد من الأنشطة غير القانونية والخطيرة".

من جهتها أبلغت أمازون منصة بارلر السبت الماضي عن ضرورة البحث عن خدمة استضافة ويب جديدة فعالة ابتداء من منتصف ليل الأحد، مع الإشارة إلى نحو 98 منشور "تشجع العنف وتحرض عليه بوضوح"، وقالت إن المنصة "تشكل خطرا حقيقيًا للغاية على السلامة العامة".

جون ماتزي، ندد بالعقوبات المشار إليها ووصفها بأنها "هجوم منسق من قبل عمالقة التكنولوجيا لقتل المنافسة في السوق. وأضاف: "لقد كنا ناجحين للغاية بسرعة كبيرة".

ماتزي لفت إلى أن منصته قد تكون غير متاحة لمدة تصل إلى أسبوع، "لأننا نعيد البناء من الصفر". واشتكى ماتزي من كونه كبش فداء بقوله: "المعايير التي لا تنطبق على تويتر وفيسبوك أو حتى آبل نفسها، تنطبق على بارلر"، مؤكدا أنه "لن يرضخ للشركات ذات الدوافع السياسية وأولئك المستبدين الذين يكرهون حرية التعبير"، على حد وصفه.