نهاية حقبة «عرّاف أوماها».. وارن بافيت يترجل عن العرش التنفيذي لـ «بيركشاير هاثاواي»

في لحظة فارقة يترقبها عالم المال والأعمال منذ عقود، أعلن المستثمر الأسطوري وارن بافيت، البالغ من العمر 95 عاماً، إسدال الستار على مسيرته التنفيذية الحافلة، معلناً مطلع عام 2026 موعداً رسمياً لتسليم راية القيادة في إمبراطورية "بيركشاير هاثاواي" (Berkshire Hathaway).

جريج أبيل.. خليفة "الأسطورة" يبدأ مهامه في يناير

وفقاً للترتيبات الرسمية، سيتولى جريج أبيل منصب الرئيس التنفيذي اعتباراً من يناير 2026، وهو التحول الذي يراه المحللون "الاختبار الأكبر" لثبات واستقرار التكتل الاستثماري العملاق بعد حقبة بافيت.

ويمثل هذا التغيير نهاية حقبة استمرت لأكثر من 60 عاماً، تحولت فيها الشركة من مصنع نسيج متعثر إلى واحدة من أكبر القوى الاقتصادية في العالم.

اعتزال تنفيذي لا انسحاب كلي

رغم تسليمه المهام اليومية، أكد بافيت أنه لن يغادر "ميدان المعركة" المالية نهائياً؛ حيث سيحتفظ بالآتي:

رئاسة مجلس الإدارة، وذلك لضمان استقرار التوجهات الكبرى للشركة.

الدور الاستشاري، سيواصل زيارة المقر الرئيسي في "أوماها" لتقديم المشورة الاستثمارية وخبراته التي لا تقدر بثمن.

التمسك بالفلسفة

وأكد بافيت أن قلبه سيبقى معلقاً بعالم المال، مشدداً على أن "الاستثمار هو شغف العمر

ويترك بافيت وراءه إرثاً غيّر مفاهيم الاستثمار عالمياً. وتتلخص فلسفته التي ميزته كأعظم مستثمر في التاريخ في نقاط جوهرية:

مستقبل "بيركشاير" في مرحلة ما بعد بافيت

تواجه الشركة الآن تساؤلات حول قدرة الإدارة الجديدة على الحفاظ على ذات الروح الاستثمارية.

ومع ذلك، فإن القوة المالية الهائلة للشركة، التي تضم تحت مظلتها شركات كبرى في قطاعات التأمين، الطاقة، والنقل، توفر وسادة أمان متينة للرئيس القادم جريج أبيل.

إن رحيل بافيت عن المنصب التنفيذي ليس مجرد تغيير إداري، بل هو لحظة تاريخية تعلن نهاية المدرسة الكلاسيكية للاستثمار طويل الأمد، ليبدأ العالم في مراقبة كيف ستصمد مبادئه في عصر الذكاء الاصطناعي والتداول فائق السرعة."