سجلت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الاثنين، متجاوزة حاجز الدولار للبرميل، في ظل تقييم المستثمرين لتطورات المشهد الجيوسياسي العالمي، وعلى رأسها المحادثات بين الرئيسين الأمريكي والأوكراني بشأن خطة محتملة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، إلى جانب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وما يرافقها من مخاوف بشأن استقرار إمدادات النفط.
وبحسب بيانات السوق، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.22 دولار، أي ما يعادل نحو 2%، لتصل إلى 61.86 دولار للبرميل بحلول الساعة 09:48 بتوقيت جرينتش. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بالقيمة نفسها، مسجلًا زيادة نسبتها 2.2% ليصل إلى 57.96 دولار للبرميل.
ويأتي هذا الارتفاع بعد جلسة خاسرة يوم الجمعة الماضية، إذ تراجع الخامان بأكثر من 2% وسط ضغوط بيعية ومخاوف تتعلق بآفاق الطلب العالمي.
التوترات الجيوسياسية تدعم أسواق الطاقة
وفي تعليق على تحركات السوق، قال أكسل رودولف، المحلل لدى شركة «آي جي»، إن أسواق الطاقة شهدت انتعاشًا ملحوظًا بدعم من التطورات الجيوسياسية، موضحًا أن أسعار النفط الخام ارتفعت على خلفية تجدد التوترات في الشرق الأوسط، إلى جانب التغيرات المرتبطة بمحادثات إحلال السلام في أوكرانيا.
وأشار رودولف إلى أن خام برنت سجل صعودًا طفيفًا مدفوعًا بهذه العوامل، في وقت يراقب فيه المستثمرون أي مستجدات قد تؤثر على توازن العرض والطلب في الأسواق العالمية.
تقدم في محادثات واشنطن وكييف بشأن إنهاء الحرب
سياسيًا، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الاثنين، أن المحادثات التي أجراها مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب حققت تقدمًا ملموسًا، مؤكدًا اتفاق الجانبين على عقد اجتماع بين فرق من البلدين الأسبوع المقبل، بهدف وضع اللمسات النهائية على القضايا المتعلقة بإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.
وأوضح زيلينسكي أن أي لقاء محتمل مع الجانب الروسي لن يكون مطروحًا قبل التوصل إلى توافق بين الرئيس الأمريكي والقادة الأوروبيين حول إطار العمل الذي تقترحه أوكرانيا لتحقيق السلام، ما يضفي مزيدًا من التعقيد على المشهد السياسي، ويعزز حالة الترقب في الأسواق.
الشرق الأوسط يعيد مخاوف اضطراب الإمدادات إلى الواجهة
في السياق نفسه، لفت يانج آن، المحلل في شركة «هايتونج فيوتشرز»، إلى أن منطقة الشرق الأوسط شهدت خلال الفترة الأخيرة تطورات مقلقة، مع تنفيذ السعودية غارات جوية على اليمن، وهو ما قد يسهم في تصاعد مخاوف الأسواق بشأن احتمالات حدوث اضطرابات في إمدادات النفط.
وأضاف أن مثل هذه التطورات غالبًا ما تنعكس سريعًا على أسعار الخام، نظرًا لحساسية الأسواق تجاه أي تهديدات محتملة للإنتاج أو النقل في واحدة من أهم مناطق تصدير الطاقة في العالم.
توقعات بخفض أسعار الخام السعودي لآسيا
على صعيد آخر، أظهر استطلاع أجرته وكالة رويترز وشمل ستة مصادر في قطاع التكرير بآسيا، توقعات بقيام السعودية، أكبر مُصدر للنفط عالميًا، بخفض سعر الخام العربي الخفيف الرئيسي لشهر فبراير للمشترين الآسيويين، وذلك للشهر الثالث على التوالي.
ويعكس هذا التوجه، بحسب المصادر، تراجع الأسعار الفورية في الأسواق العالمية، في ظل وفرة المعروض واستمرار الضغوط على الطلب، ما قد يحد من وتيرة صعود أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، رغم الدعم الجيوسياسي الحالي.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض