بلغ إجمالي عدد المليارديرات حول العالم مستويات قياسية غير مسبوقة خلال عام 2025، مدفوعًا بارتفاع تقييمات شركات التكنولوجيا وصعود أسواق الأسهم، وفقًا لدراسة حديثة صادرة عن بنك «يو بي إس» السويسري، أحد أكبر بنوك إدارة الثروات في العالم.
وأظهر التقرير أن نحو 2900 ملياردير يسيطرون حاليًا على ثروة إجمالية تُقدّر بنحو 15.8 تريليون دولار، مقارنةً بنحو 2700 ملياردير بلغت ثرواتهم المجمعة قرابة 14 تريليون دولار في عام 2024، مرجعًا النمو إلى الزيادة الكبيرة في عدد المليارديرات الجدد، حيث سجل عام 2025 ظهور 287 مليارديرًا جديدًا، وهو ثاني أعلى رقم سنوي منذ بدء «يو بي إس» تتبع بيانات المليارديرات في عام 2015، ولم يتجاوزه سوى عام 2021 الذي شهد تدفقات تحفيز حكومي واسعة وأسعار فائدة منخفضة رفعت قيم الأصول عالميًا.
خريطة الثروة العالمية
أشار التقرير إلى أن عام 2025 شهد أيضًا أعلى مستوى لانتقال الثروات عبر الميراث منذ بدء التسجيل، حيث ورث أزواج وأبناء المليارديرات ثروات تفوق ما سُجّل في أي عام سابق، وأصبح 91 شخصًا خلال الاثني عشر شهرًا المنتهية في أبريل، من أصحاب المليارات بفضل الميراث، وحصلوا مجتمعين على نحو 298 مليار دولار، بزيادة تتجاوز الثلث مقارنة بعام 2024.
وقدّر بنك «يو بي إس» أن ما لا يقل عن 5.9 تريليونات دولار من ثروات المليارديرات ستنتقل إلى الأبناء خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة، متوقعًا أن يتركز الجزء الأكبر من هذا الانتقال في الولايات المتحدة، تليها الهند وفرنسا وألمانيا وسويسرا.
وقال جون ماثيوز، رئيس إدارة الثروات الخاصة في «يو بي إس» بالولايات المتحدة، إن العالم يشهد تسارعًا ملحوظًا في نمو عدد المليارديرات، موضحًا أن هذا النمو يأتي من كل الاتجاهات، سواء عبر روّاد الأعمال الجدد أو من خلال انتقال الثروات الموروثة بين الأجيال.
وساهمت مكاسب الاستثمارات خلال الاثني عشر شهرًا المنتهية في 4 أبريل 2025 في تضخيم ثروات كبار الأثرياء، رغم تعرض الأسواق لهزة مؤقتة عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما يُعرف بـ«تعرفات يوم التحرير»، التي حدّت جزئيًا من العوائد في تلك الفترة، قبل أن تعود الأسواق إلى مسار الصعود بشكل عام لاحقًا.
مليارديرات جدد في 2025
أوضح التقرير أن المليارديرات الجدد العصاميين الذين ظهروا في 2025 ينتمون إلى قطاعات متنوعة، من بينهم بن لام مؤسس شركة «كولوسال بيوساينسز» العاملة في مجال التقنيات الحيوية المتقدمة، ومايكل دوريل الشريك المؤسس لشركة «ستونبيك بارتنرز» المتخصصة في الاستثمار بالبنية التحتية، إضافة إلى الأخوين تشانج مؤسسي شركة «ميكسوي» للآيس كريم والشاي في الصين، وجاستن صن، الملياردير في مجال العملات المشفرة.
وفي المقابل، ورث 91 من أصحاب المليارات الجدد ثرواتهم، من بينهم 15 فردًا من عائلتين تعملان في قطاع الصناعات الدوائية في ألمانيا.
وقال ماثيوز: «نتحدث عن هذا التحول الكبير في الثروة منذ أكثر من عقد، وها نحن نرى ثماره الآن، ويمكن القول إننا ما زلنا في الشوط الثاني من مباراة بيسبول من تسعة أشواط»، موضحًا أن جزءًا كبيرًا من هذه الثروات ينتقل أولًا إلى الشركاء الباقين على قيد الحياة، وغالبًا ما يكنّ الزوجات، قبل أن ينتقل لاحقًا إلى الجيل التالي، وهو ما يعيد تشكيل خريطة ملكية الأصول الكبرى عالميًا.
عدد المليارديرات في العالم
في تحليل منفصل أجرته شركة «ألتراتا» المتخصصة في بيانات الثروة، قُدّر عدد المليارديرات عالميًا بنحو 3508 أفراد يمتلكون مجتمعين حوالي 13.4 تريليون دولار.
وأظهرت البيانات أن نحو ثلث هؤلاء يتركزون في الولايات المتحدة، بينما جاءت الصين في المرتبة الثانية بـ321 مليارديرًا يمتلكون قرابة 10% من الثروة العالمية.
ويستند تقرير «يو بي إس» إلى قاعدة بيانات مشتركة مع شركة «برايس ووترهاوس كوبرز»، تتضمن معلومات تفصيلية حول ثروات المليارديرات ومصادرها وأنماط استثماراتهم والتحولات بين الأجيال.
وجهات الاستثمار المفضلة لدى أصحاب المليارات
كشف التقرير عن تغيرات ملحوظة في خريطة وجهات الاستثمار المفضلة لدى أصحاب المليارات، إذ تراجعت جاذبية أمريكا الشمالية باعتبارها الوجهة الأولى للاستثمار على المدى القصير إلى 63%، مقارنة بـ81% في العام السابق، في حين ارتفعت جاذبية مناطق أخرى مثل أوروبا الغربية والصين الكبرى ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ باستثناء الصين الكبرى.
تابعوا آخر أخبار العقارية على Google News
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض
