أقل من 1%.. رد فعل النفط على حصار فنزويلا


الجريدة العقارية الاحد 21 ديسمبر 2025 | 06:50 مساءً
أسعار النفط
أسعار النفط
محمد فهمي

شهدت أسواق النفط العالمية ارتفاعًا طفيفًا لم يتجاوز 1% عقب الإعلان عن تشديد الحصار الأمريكي على صادرات النفط الفنزويلية، في تحرك اعتبره محللون انعكاسًا لهدوء نسبي وثقة في قدرة السوق على امتصاص الصدمة، أكثر منه قلقًا حقيقيًا من نقص الإمدادات.

وقال الدكتور أحمد معطي، خبير أسواق المال العالمية، إن التحركات المحدودة في أسعار النفط تعكس تسعيرًا مسبقًا للمخاطر، مشيرًا إلى أن هذه التطورات ليست جديدة، إذ جرى التحذير منها عبر تصريحات أمريكية منذ أشهر، لافتا إلى أن دولًا كبرى رفعت مستويات احتياطاتها النفطية تحسبًا لأي اضطرابات، لافتًا إلى أن مخزونات الصين تجاوزت مليار برميل، إلى جانب ارتفاع المخزونات في الولايات المتحدة وعدد من دول العالم.

وأوضح معطي في مداخلة مع قناة إكسترا نيوز أن توقيت التصعيد الأمريكي مدروس، ويتزامن مع وصول الإنتاج الأمريكي إلى مستويات قياسية بلغت نحو 13.8 مليون برميل يوميًا، ما حدّ من تأثير تراجع الإنتاج الفنزويلي على السوق العالمية. وأشار إلى أن إنتاج فنزويلا تراجع من 1.1 مليون برميل يوميًا إلى نحو 860 ألف برميل، مع توقعات بانخفاض إضافي قد يصل إلى ما بين 300 و500 ألف برميل يوميًا.

وأكد أن التحدي الأكبر لا يواجه سوق الطاقة العالمي بقدر ما يواجه فنزويلا نفسها، موضحًا أن أي نقص في الإمدادات يمكن تعويضه بسهولة من خلال «أوبك بلس» أو الولايات المتحدة، خاصة في ظل تراجع الطلب العالمي. وحذر من تداعيات اقتصادية قاسية على فنزويلا، متوقعًا ارتفاع التضخم بنحو 400% وخسائر سنوية تتجاوز 8 مليارات دولار من عائدات النفط، الذي يمثل أكثر من نصف إيرادات الدولة.

وفيما يتعلق بدور «أوبك بلس»، شدد معطي على امتلاك التحالف القدرة على التدخل السريع لتعويض أي نقص، مستشهدًا بتجارب سابقة مثل تعويض الإنتاج الليبي. كما أشار إلى ضعف الطلب الصيني نتيجة تباطؤ الاقتصاد، ما يسهل عملية التعويض دون ضغوط كبيرة على الأسعار.

وتطرق الخبير إلى ما يُعرف بـ«أسطول الظل» لنقل النفط، مؤكدًا أنه أصبح واقعًا تقوده دول مثل روسيا وإيران وفنزويلا. ووفقًا لبيانات حديثة، تمثل ناقلات أسطول الظل نحو 20% من إجمالي ناقلات النفط عالميًا، مع هيمنة روسية وإيرانية وفنزويلية عليه. ورجّح معطي أن يتراجع دور هذا الاقتصاد تدريجيًا مع تشديد الرقابة الأمريكية.

وأشار إلى أن الرسالة غير المباشرة من الحصار الأمريكي موجهة بالأساس إلى الصين، التي تستورد نحو 80% من صادرات فنزويلا النفطية، موضحًا أن فقدان النفط الفنزويلي منخفض السعر سيجبر بكين على الشراء بأسعار أعلى، ما يشكل ضغطًا إضافيًا على اقتصادها.

وختم معطي بالإشارة إلى أن سوق النفط يشهد بالفعل وجود سعرين: سعر رسمي وسعر خفي يقل عنه بنحو 15 إلى 20 دولارًا للبرميل، متوقعًا استمرار هذا الوضع خلال الفترة المقبلة، مع بقاء زمام السيطرة بيد الولايات المتحدة وفقًا لمستوى الضغوط التي ستفرضها على ناقلات النفط.