أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن طهران لا تستبعد احتمال شن هجوم جديد من الولايات المتحدة أو أي عملية عسكرية أوسع ضدها، مشيراً إلى أن إيران "مستعدة بالكامل، بل أكثر استعداداً من ذي قبل". وأضاف أن هذا الاستعداد لا يعني رغبتها في الحرب، بل الهدف الرئيسي هو منعها من خلال التحضير الجيد لأي سيناريو محتمل.
وأشار عراقجي، خلال مقابلة مع شبكة "روسيا اليوم" ونقلتها وكالة "تسنيم"، إلى أن إيران أعادت بناء كل ما تضرر خلال العدوان السابق، محذراً من أن أي محاولة لتكرار تلك التجربة لن تحقق نتائج أفضل.
إيران منفتحة على اتفاق نووي عادل ومتوازن
أوضح وزير الخارجية الإيراني أن طهران مستعدة للتوصل إلى اتفاق نووي قائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، لكنها ترفض أي إملاءات أمريكية أحادية الجانب. وقال: "نحن نؤيد اتفاقاً عادلاً ومتوازناً، وليس اتفاقاً تفرضه الإدارة الأمريكية الحالية".
وأكد عراقجي أن التفاوض مع الولايات المتحدة سيكون ضمن إطار يضمن العدالة للطرفين، مشدداً على أن إيران لن تستجيب للتهديد والضغط، بل للمفاوضات القائمة على الاحترام والمصالح المتبادلة.
البرنامج النووي الإيراني مستمر رغم الضربات
تطرق عراقجي إلى الضربات الأمريكية السابقة على منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو، معتبراً أنها ألحقت أضراراً جسيمة لكنها لم تُدمّر البرنامج النووي. وأكد أن "التكنولوجيا لا يمكن قصفها"، وأن عزم إيران على مواصلة برنامجها النووي السلمي لا يزال قائماً، مع استعدادها لتقديم ضمانات كاملة بشأن الطابع السلمي للبرنامج، كما فعلت في اتفاق 2015.
وأضاف: "التخصيب هو حقنا، ويعكس الكرامة والفخر الوطنيين، ثمرة إنجازات علماء إيران، والاعتراف الأمريكي بهذا الحق يمكن أن يشكل خطوة إيجابية نحو نظام عدم انتشار متوازن".
التجربة الدبلوماسية مقابل العمل العسكري
كشف عراقجي أنه أجرى خمس جولات تفاوض مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، وتم تحديد جولة سادسة في يونيو الماضي، إلا أن الهجوم الإسرائيلي "غير القانوني" على المنشآت النووية سبقه بأيام، قبل أن تنضم الولايات المتحدة لاحقاً.
وأشار إلى أن التجربة العسكرية لم تحقق أهدافها، بينما كانت التجربة الدبلوماسية ناجحة، مؤكداً أن الخيار متروك للولايات المتحدة بين التفاوض المبني على الاحترام أو استخدام القوة.
انتقاد الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحذير روسيا
انتقد عراقجي امتناع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن إدانة الهجمات على منشآت نووية تحت إشرافها، معتبراً ذلك انتهاكاً للقانون الدولي، ومشدداً على ضرورة وضع إطار جديد لتفتيش المنشآت التي تعرضت لهجمات عسكرية.
كما دعا روسيا، بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن وفاعل رئيسي في مجلس محافظي الوكالة، إلى اتخاذ موقف منصف وحازم لمواجهة "تسييس الملف النووي" و"التساهل مع الإرهاب النووي".
القلق الإسرائيلي من استعادة إيران قدراتها النووية والصاروخية
نقلت مصادر أمريكية وإسرائيلية، بينها موقع "أكسيوس"، عن استعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعرض خيارات عسكرية جديدة ضد إيران على الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بسبب ما وصفه بتسارع إنتاج الصواريخ الباليستية وإعادة تأهيل القدرات العسكرية التي تضررت في ضربة يونيو الماضي.
وأشار المسؤولون إلى أن إيران تعيد إنشاء مواقع نووية وصاروخية متضررة، ما يمثل مصدر قلق عاجل لإسرائيل، التي تخطط لإطلاع ترمب على الخيارات المتاحة لمواجهتها.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض