غادر رجل الأعمال محمد منصور مقر إقامته في المملكة المتحدة، في خطوة تعكس موجة متصاعدة من رحيل الأثرياء مع تشديد السياسات الضريبية المفروضة على المقيمين من أصحاب الثروات الكبيرة.
محمد منصور يغادر بريطانيا
أظهرت سجلات رسمية أن رجل الأعمال محمد منصور، بات يقيم في بلده الأم، بعدما كان مقيماً في بريطانيا منذ عام 2016 على الأقل، وفقاً لوثائق إيداع الشركات، بحسب تقرير نشرته وكالة "بلومبرج".
مغادرة الأثرياء لبريطانيا
ورغم عدم وضوح الأسباب المباشرة لانتقال منصور، فإن هذه الخطوة تأتي في سياق أوسع يشهد مغادرة عدد متزايد من المليارديرات والعائلات الثرية للمملكة المتحدة، على خلفية إصلاحات ضريبية موسعة تستهدف غير المقيمين ضريبياً من أصحاب الدخول المرتفعة.
وفي مارس 2024، شددت الحكومة البريطانية آنذاك القواعد الضريبية، حيث ألزمت غير المقيمين ضريبياً بسداد ضرائب على الدخل المتحقق خارج البلاد بعد أربع سنوات فقط من الإقامة، بدلاً من أكثر من عشر سنوات سابقاً.
كما ذهب حزب العمال، بقيادة رئيس الوزراء كير ستارمر، إلى أبعد من ذلك، متعهداً بإلغاء الإعفاءات الضريبية على الميراث للأصول المحتفظ بها في صناديق استثمار خارجية.
وفي هذا السياق، جذبت وجهات منخفضة الضرائب مثل موناكو والإمارات عدداً من المغادرين، بينما اختار آخرون العودة إلى بلدانهم الأصلية، ومن بين هؤلاء ترويلس هولش بوفلسن، مؤسس مجموعة الملابس العالمية «بست سيلر» المالكة لعلامة «جاك آند جونز»، الذي نقل مقر إقامته إلى الدنمارك، إضافة إلى فريدريك دي ميفيوس، أحد أفراد العائلات المؤسسة لشركة المشروبات العالمية «إيه بي إن بيف»، الذي عاد إلى بلجيكا.
استثمارات ومسيرة اقتصادية
يُعد محمد منصور من المستثمرين الأوائل في شركات تكنولوجية كبرى مثل «إير بي إن بي» و«سبوتيفاي»، وكان يُصنف في فترات سابقة ضمن أغنى المقيمين في لندن، حيث أدار أعماله من مكتب في حي مايفير بوسط العاصمة البريطانية.
وتعود جذور مجموعة «منصور»، التي يتولى رئاسة مجلس إدارتها، إلى عام 1952 حين بدأت نشاطها في تصدير القطن، قبل أن تتوسع لاحقاً في مجالات العقارات والأغذية والتصنيع، بما في ذلك امتلاك واحدة من أكبر وكالات معدات البناء التابعة لشركة «كاتربيلر» على مستوى العالم.
وفي أواخر عام 2022، عيّن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ريشي سوناك محمد منصور أميناً مالياً أول لحزب المحافظين، ليتولى دوراً محورياً في إدارة الشؤون المالية وجهود جمع التبرعات.
وكانت مساهماته المالية للحزب في العام التالي الأكبر منذ أكثر من عشر سنوات، كما مُنح لقب فارس في العام الماضي تقديراً لإسهاماته في مجالات الأعمال والعمل الخيري والخدمة العامة.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض