كشفت بيانات مبادرة البيانات المشتركة «جودي»، الصادرة اليوم الخميس، عن ارتفاع صادرات النفط الخام السعودية خلال شهر أكتوبر تشرين الأول إلى أعلى مستوياتها في عامين ونصف العام، في مؤشر على زيادة الإمدادات المتاحة للتصدير من أكبر مصدر للنفط في العالم.
وبحسب البيانات، ارتفعت صادرات المملكة من النفط الخام إلى نحو 7.100 مليون برميل يوميًا، مقارنة بـ6.460 مليون برميل يوميًا في سبتمبر أيلول، لتسجل أعلى مستوى لها منذ أبريل نيسان 2023.
زيادة الإنتاج تعزز المعروض للتصدير
في الوقت نفسه، ارتفع إنتاج السعودية من النفط الخام خلال أكتوبر إلى قرابة 10 ملايين برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى له منذ أبريل نيسان 2023، مقابل 9.966 مليون برميل يوميًا في سبتمبر أيلول.
وتقوم السعودية، إلى جانب عدد من الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك»، بتقديم بيانات الإنتاج والصادرات بشكل شهري إلى مبادرة «جودي»، التي تنشر هذه الأرقام على موقعها الإلكتروني.
تراجع استهلاك المصافي والحرق المباشر
وأظهرت بيانات «جودي» أن استهلاك المصافي المحلية من النفط الخام في المملكة انخفض خلال أكتوبر إلى 2.712 مليون برميل يوميًا، متراجعًا بنسبة 7.8 بالمئة مقارنة بمستويات سبتمبر التي بلغت 2.940 مليون برميل يوميًا.
كما تراجع الحرق المباشر للخام بنحو 92 ألف برميل يوميًا ليصل إلى 393 ألف برميل، وهو ما ساهم في إتاحة كميات إضافية للتصدير.
أوبك+ وتخفيف قيود الإنتاج
وفي هذا السياق، قال جيوفاني ستانوفو، المحلل لدى بنك «يو.بي.إس»، إن زيادة صادرات السعودية تعود إلى قيام ثماني دول من تحالف أوبك+ بتخفيف تخفيضات الإنتاج بشكل أكبر خلال أكتوبر، إلى جانب التراجع الموسمي في الطلب المحلي.
وأشار إلى أن هذه العوامل مجتمعة أدت إلى توفر كميات إضافية من الخام في الأسواق العالمية.
زيادات الإنتاج تثير مخاوف فائض المعروض
وكانت ثماني دول أعضاء في تحالف أوبك+ قد رفعت مستويات الإنتاج المستهدفة بنحو 2.9 مليون برميل يوميًا منذ أبريل نيسان، قبل الاتفاق لاحقًا على تعليق الزيادات مؤقتًا خلال الربع الأول من عام 2026.
وفي المقابل، يعمل منتجون آخرون خارج أوبك+، مثل الولايات المتحدة والبرازيل، على زيادة الإمدادات، وهو ما يعزز المخاوف من حدوث تخمة في المعروض العالمي من النفط خلال الفترة المقبلة.
توقعات الطلب في 2026
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، توقعت منظمة أوبك أن يبلغ متوسط الطلب على خام تحالف أوبك+ نحو 43 مليون برميل يوميًا خلال عام 2026، دون تغيير عن توقعات الشهر السابق، وبمستويات قريبة من إنتاج التحالف في نوفمبر تشرين الثاني.
وتشير حسابات لوكالة رويترز، استنادًا إلى تقرير أوبك، إلى أن المعروض قد يتجاوز الطلب بنحو 60 ألف برميل يوميًا في حال واصل تحالف أوبك+ الإنتاج بمعدلات نوفمبر خلال عام 2026، مع بقاء العوامل الأخرى دون تغيير.
صادرات السعودية إلى الصين
وفي تطور لافت، أفادت مصادر في وقت سابق من الأسبوع الماضي بأن صادرات السعودية من النفط الخام إلى الصين مرشحة للارتفاع إلى أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر خلال يناير كانون الثاني المقبل، وذلك بعد قرار المملكة خفض أسعار البيع الرسمية للأسواق الآسيوية.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض