اليابان تودّع آخر باندا عملاقة في طوكيو قبل إعادتهما إلى الصين


الجريدة العقارية الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 | 11:07 صباحاً
اليابان تودّع آخر باندا عملاقة في طوكيو قبل إعادتهما إلى الصين
اليابان تودّع آخر باندا عملاقة في طوكيو قبل إعادتهما إلى الصين
وكالات

بعد يوم واحد فقط من انتشار أنباء عن قرب مغادرة آخر اثنين من حيوانات الباندا العملاقة في اليابان، شهدت حديقة حيوان أوينو في العاصمة طوكيو، صباح الثلاثاء، توافد آلاف الزوار الذين حرصوا على توديع الباندا وسط أجواء غلبت عليها المشاعر الحزينة والدموع.

الحدث تحوّل سريعًا إلى مشهد إنساني لافت، حيث اصطف المعجبون في طوابير طويلة منذ الساعات الأولى من الصباح، في محاولة لرؤية الباندا للمرة الأخيرة قبل عودتهما المرتقبة إلى الصين.

إعلان مفاجئ يثير خيبة أمل واسعة

إعلان نقل الباندا “شياو شياو” و“لي لي”، البالغتين من العمر أربع سنوات، إلى الصين في نهاية يناير كانون الثاني، أي قبل الموعد المحدد سابقًا في 20 فبراير شباط، أثار ضجة واسعة داخل اليابان وأصاب محبي الباندا بخيبة أمل كبيرة.

ورغم أن عودتهما إلى الصين كانت مقررة ضمن اتفاقية إعارة مسبقة، فإن تقديم موعد النقل منح القرار أبعادًا رمزية أكبر، خاصة في ظل المناخ السياسي المتوتر بين طوكيو وبكين خلال الأشهر الأخيرة.

وداع يحمل دلالات سياسية تتجاوز الحيوانات

مغادرة الباندا لا تُقرأ فقط كحدث بيئي أو ثقافي، بل تحمل دلالات سياسية واضحة، إذ تأتي في توقيت حساس تشهد فيه العلاقات الصينية اليابانية توترًا ملحوظًا على خلفية قضايا جيوسياسية في المنطقة.

وكانت بكين قد أبدت غضبها في نوفمبر تشرين الثاني الماضي بعد تصريحات لرئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي أشارت فيها إلى أن أي هجوم صيني محتمل على تايوان قد يستدعي ردًا عسكريًا من جانب اليابان، وهو ما فاقم حدة التوتر بين البلدين.

شياو شياو ولي لي.. نجمان في قلب اليابانيين

تصدّر اسما شياو شياو ولي لي عناوين الأخبار ووسائل الإعلام المحلية، حيث التقطت كاميرات التلفزيون مشاهد لزوار يرتدون قبعات تحمل صور الباندا ويحملون حقائب مزينة برسوماتهما، في تعبير واضح عن الشعبية الجارفة التي يحظيان بها.

التوأمان وُلدا في حديقة حيوان أوينو في يونيو حزيران 2021، وسرعان ما تحولا إلى رمز محبب لدى الجمهور الياباني، لا سيما بعد مغادرة والديهما الحديقة العام الماضي، ما جعلهما أبرز معالمها وأكثرها جذبًا للزوار.

اليابان بلا باندا لأول مرة منذ نصف قرن

بمغادرة شياو شياو ولي لي، ستخلو اليابان من أي وجود لحيوانات الباندا العملاقة لأول مرة منذ عام 1972، وهو العام ذاته الذي شهد تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين اليابان والصين، ما يضفي على الحدث طابعًا تاريخيًا لافتًا.

هذا الغياب يترك فراغًا ثقافيًا وسياحيًا واضحًا، نظرًا للدور الكبير الذي لعبته الباندا في جذب الزوار وتعزيز الروابط الشعبية بين البلدين على مدار عقود.

دبلوماسية الباندا.. أداة ناعمة في السياسة الصينية

تُعرف الصين منذ عقود بسياسة “دبلوماسية الباندا”، حيث تقوم بإعارة هذه الحيوانات النادرة لحلفائها أو شركائها كرمز للصداقة، بينما تعمد أحيانًا إلى استعادتها للتعبير عن استيائها السياسي.

وبموجب هذه السياسة، تعود حيوانات الباندا العملاقة، التي يُعد موطنها الأصلي الصين، إلى بلادها فور انتهاء اتفاقيات الإعارة، ولا يُستثنى من ذلك الصغار المولودون في الخارج، كما هو الحال مع شياو شياو ولي لي.