خبير اقتصادي: السوق المصرية «نايمة»” بسبب الركود وانخفاض القوة الشرائية


الجريدة العقارية الاثنين 15 ديسمبر 2025 | 10:51 مساءً
الدكتور محمد فؤاد
الدكتور محمد فؤاد
محمد فهمي

أكد الدكتور محمد فؤاد، الخبير الاقتصادي، أن السوق المصرية تمر بمرحلة ركود ملحوظة، موضحًا أن الحالة الراهنة تمثل ما وصفه بـ"السوق نايم"، حيث تتراجع المبيعات في العديد من القطاعات دون أن يكون السبب الأساسي انخفاض الأسعار.

وأضاف فؤاد خلال مداخلة مع الإعلامي عمرو أديب ببرنامج "الحكاية" على قناة إم بي سي مصر، أن ظاهرة الركود تظهر بوضوح في قطاع الأغذية الذي شهد تراجع المبيعات بنسبة تصل إلى 35%، وكذلك في الأجهزة الكهربائية التي تعاني من زيادة المخزون. وأوضح أن السبب ليس انخفاض الأسعار بحد ذاته، بل حالة الترقب التي يعيشها كل من البائع والمشتري، فالمواطن ينتظر انخفاض الأسعار، والتاجر ينتظر قبول المستهلك للأسعار الحالية، ما يخلق حالة "لا سلم ولا حرب" في السوق.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن هذه الحالة تعكس انعكاس مراحل التضخم السابقة وتأثيرات تقلبات سعر الصرف وارتفاع تكلفة التمويل، ما أدى إلى تراجع القوة الشرائية للمواطنين وعدم قدرة التمويل الاستهلاكي على دعم المبيعات.

ولفت فؤاد إلى أن الأسباب الرئيسية للركود تشمل انخفاض قيمة العملة بأكثر من 60% خلال عامين، وارتفاع تكلفة التمويل لتصل إلى 30-35% عند احتساب علاوة المخاطر، وارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب أسعار الطاقة، بالإضافة إلى تآكل الدخول نتيجة زيادة الأسعار الأخيرة دون زيادة مقابلة في الدخل.

وأكد أن أسعار السلع لن تنخفض بشكل ملحوظ في الوقت الحالي، إذ أن الشركات تحتفظ بمخزونها وتتحكم في الهامش الربحي لتجنب الخسائر، مع توقع أن يتحسن الوضع خلال الأشهر القادمة سواء بانخفاض أسعار التمويل أو بزيادة قدرة المستهلك على الشراء.

وأوضح أن بعض التخفيضات والعروض الموسمية، مثل البلاك فرايدي أو أوفرات نهاية العام، تساعد على تحريك السوق، ولكن القرار مرتبط بالتمويل والتكاليف والمخاطر المحاسبية والإدارية للشركات.

واختتم فؤاد تصريحاته مؤكداً أن الوضع الراهن للسوق مؤقت وأنه لا يمكن استمرار الركود بهذه الصورة، متوقعًا تحسن حركة البيع والشراء مع انخفاض تكلفة التمويل وزيادة القدرة الشرائية للمستهلكين خلال الفترة المقبلة.