هيئة تطوير محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية: هدفنا إعادة الطبيعة لما كانت عليه قبل 100 عام


الجريدة العقارية الاثنين 15 ديسمبر 2025 | 05:42 مساءً
محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية
محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية
محمد فهمي

استضافت قناة CNBC عربية أندرو زالوميس، الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية، للحديث عن أهمية المحمية ومشاريعها الطموحة، ومساهمتها في حماية البيئة وتعزيز الاقتصاد المحلي، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.

وأشار أندرو زالوميس في بداية اللقاء إلى أن المحمية فريدة من نوعها في المملكة العربية السعودية بسبب موقعها الجغرافي ومساحتها الشاسعة، إذ تضم خمسة عشر نظاماً بيئياً مختلفاً يمكن للزائر أن يشهدها جميعاً خلال يوم واحد، منوها بأن الزائر يمكن أن يسبح مع الشعب المرجانية في البحر الأحمر، أو يزور قرية مرجانية قديمة مدرجة على قائمة التراث العالمي المؤقتة لليونسكو، أو يتجول في أحد أفضل الأودية الرطبة في الشرق الأوسط، أو يزور جبالاً مغطاة بالثلوج خلال فصل الشتاء، وهو ما يجعل المحمية فريدة في المنطقة.

وأضاف أن الهدف الرئيسي من إنشاء المحمية هو إعادة الطبيعة إلى ما كانت عليه قبل 100 إلى 150 عاماً، وإبراز القيم الثقافية والتاريخية للمنطقة. وأكد أن المحمية تعمل على استعادة البيئة وحماية الأنواع المهددة بالانقراض مثل الأخدر والريم، مع الحفاظ على التراث الثقافي، مما يعزز قيمة المحمية كأيقونة بيئية وثقافية في المملكة.

وتطرق إلى موقع المحمية الاستراتيجي بين نيوم والبحر الأحمر والعلا، مؤكداً أن هذا الموقع يجعلها محوراً بيئياً وسياحياً في آن واحد. وأوضح أن المحمية تمتد على أكثر من 120 ألف كيلومتر مربع من الأراضي عالية القيمة بيئياً، وتساهم في ربط مشاريع السياحة الكبرى في المملكة، بما يجعلها ذات أهمية عالمية على المستوى البيئي والاقتصادي.

وعن أبرز التحديات التي تواجه المحمية، أوضح زالوميس أن إعادة المواطن الطبيعية إلى حالتها السابقة وإعادة الأنواع المهددة بالانقراض تعتبر من أبرزها. وأكد أن بعض الأنواع مثل الأخدر الفارسي تقل أعدادها عن 600 فرد على مستوى العالم، ويجب الحصول على المصادر الوراثية الصحيحة لإعادة تكاثرها.

 وأضاف أن المحمية شهدت مؤخراً رصد عقاب ذي ذيل أبيض في المملكة لأول مرة منذ 20 عاماً، وهو مؤشر على تعافي البيئة وتوازن النظام البيئي فيها. وأوضح أن المحمية تمكنت من إعادة وإكثار 12 نوعاً من الحيوانات، منها ثمانية بدأت أعدادها في الزيادة، ما يعكس تحولاً حقيقياً في المحمية.

وأكد أن مراقبة البيئة تتم عبر تدريب الحراس، الذين يشكلون خط الدفاع الأول، بالإضافة إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل أجهزة التتبع بالأقمار الصناعية والأطواق المرتبطة بها، ومصائد الكاميرات لمراقبة الحيوانات والأنظمة البيئية، موضحا أن المحمية تواجه تحديات مثل الصيد الجائر والتعديات، وتتعامل معها عبر إشراك المجتمع المحلي في إدارة الأراضي والوظائف المختلفة، وخلق سبل عيش بديلة تدعم السكان المحليين وتمنحهم مستقبلاً اقتصادياً مستداماً.

وأشار إلى أن المحمية تساهم في الاقتصاد الوطني عبر إعادة تأسيس قاعدة الموارد الطبيعية وتعزيز مرونتها، وتطوير صناعة الحفظ البيئي كصناعة وطنية جديدة، بما يدعم رؤية السعودية 2030. وأوضح أن 85% من موظفي المحمية من سكان القرى المحلية، وأن 34% من قوة الحراسة نساء، وهو رقم قياسي في المملكة والشرق الأوسط. وأضاف أن المحمية تستخدم تقنيات وممارسات عالمية لتطوير الحفظ البيئي وإكثار الأنواع وإعادة إدماجها في البيئة البرية.

وعن دور السياحة البيئية المستدامة، أكد زالوميس أن المحمية تعمل على تأسيس وجهة سياحية متكاملة، مشيراً إلى مشروع أمالا التابع للبحر الأحمر، حيث سيفتتح أول فنادقه في يناير ضمن امتياز داخل المحمية، ما يجعلها وجهة رئيسية للسياحة البيئية. وأوضح أن المحمية تعمل مع مستثمرين لتطوير منتجات سياحية متكاملة ومستدامة، إضافة إلى صناعة الحياة البرية التي توفر فرصاً اقتصادية وتجارية جديدة.

وفيما يتعلق برؤية السعودية 2030، أوضح أن المحمية تدعم الركائز الثلاث: المجتمع النابض بالحياة، الاقتصاد المزدهر، والدولة الطموح. وأضاف أن المحمية تساهم في الاقتصاد الأخضر من خلال استعادة أكثر من 25 ألف كيلومتر مربع من الأراضي، وتطوير أنظمة بيئية فعالة قابلة للاستدامة. كما أشاد بزيادة نسبة النساء في القوى العاملة بالمحمية إلى 33%، بما يعكس دعم رؤية المملكة لتحقيق تمثيل نسائي قوي. وأكد أن المحمية تعمل على تعزيز الهوية الوطنية وجعلها جزءاً من الاعتزاز الوطني والطموح البيئي والثقافي للمملكة.

واختتم زالوميس حديثه بالتأكيد على أن المحمية تمثل نموذجاً متكاملاً يوازن بين حماية البيئة وتعزيز السياحة المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني، وأنها تعمل على أن تصبح واحة طبيعية متكاملة تعكس قيم المملكة في الحفاظ على التراث البيئي والثقافي وتطوير اقتصاد مستدام ومتوازن.