قال الدكتور محمد نصر علام، وزير الموارد المائية والري الأسبق، إن مصر والسودان يمثلان امتدادًا واحدًا بشريًا وجغرافيًا وسياسيًا وأمنيًا، مؤكدًا أن أي اعتداء يتعرض له السودان هو اعتداء مباشر على مصر وعلى أمنها القومي.
وأوضح علام، في منشور له على صفحته الرسمية على الفيس بوك، أن نهر النيل يُعد أحد أبرز العوامل الحاكمة لهذه العلاقة المصيرية، باعتباره المصدر الرئيسي للحياة والتنمية في مصر، ما يجعل استقرار السودان جزءًا لا يتجزأ من أمن المياه المصري.
وأضاف علام أن ما يشهده السودان حاليًا من اقتتال داخلي وفتن متصاعدة لا يمكن فصله عن تدخلات إقليمية ودولية، تستهدف زعزعة استقرار السودان ونهب ثرواته، وصولًا إلى محاولات تقسيمه، مشيرًا إلى أن هذه المخططات تصب في النهاية في الضغط على الأمن القومي المصري، عبر إشغال الجيش المصري بالجبهة الجنوبية.
وحذّر وزير الري الأسبق من أن السد الإثيوبي يمثل تهديدًا مباشرًا ووجوديًا لمصر والسودان معًا، لافتًا إلى أن إثيوبيا لم تُخطر دولتي المصب بالسد أو بحجمه الحقيقي، بل تم الإعلان عن حجر أساسه تزامنًا مع أحداث يناير 2011، في توقيت بالغ الحساسية.
وأشار إلى أنه رغم إدراك السودان الكامل لخطورة السد، فإن هناك أصواتًا محدودة لكنها مرتفعة داخل السودان تتعاطف مع الموقف الإثيوبي، ليس تحقيقًا لمصلحة سودانية، وإنما بدافع الخصومة مع مصر، مؤكدًا أن أي خلل في تشغيل السد، كما حدث مؤخرًا، أو تعرضه للانهيار لأي سبب، قد يؤدي إلى موجة تدميرية هائلة تهدد المدن السودانية الرئيسية، والسدود القائمة، والبنية التحتية، والتنمية الزراعية.
وتابع أن بعض الجهات تحاول تحويل الأنظار عن الخطر الحقيقي عبر إثارة قضايا جانبية مثل حلايب وشلاتين، بدلًا من مواجهة ما يتعرض له السودان من مؤامرات داخلية وخارجية تستهدف ثرواته ووحدته الجغرافية، مشيرًا إلى أن البلاد سبق أن دفعت ثمن الانفصال، وهناك مخاوف من مخططات لتفكيك جديد.
وردًا على التساؤلات المتعلقة بالدراسات المصرية حول مخاطر السد الإثيوبي، أكد الدكتور محمد نصر علام أن مصر تمتلك دراسات علمية موثقة، تشمل رسائل ماجستير ودكتوراه أُنجزت في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، إلى جانب مشاركة أساتذة متخصصين ضمن فرق التفاوض، يعملون بالتنسيق مع خبراء وزارة الري على دراسة السيناريوهات والبدائل المطروحة لحماية الأمن المائي المصري والسوداني.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض