الرئيس التنفيذي لـ"جيه بي مورغان" يحسم الجدل: الذكاء الاصطناعي يُلغي وظائف لكنه لا يُنهي فرص العمل


الجريدة العقارية الاحد 14 ديسمبر 2025 | 09:06 مساءً
الرئيس التنفيذي لـ"جيه بي مورغان" يحسم الجدل: الذكاء الاصطناعي يُلغي وظائف لكنه لا يُنهي فرص العمل
الرئيس التنفيذي لـ"جيه بي مورغان" يحسم الجدل: الذكاء الاصطناعي يُلغي وظائف لكنه لا يُنهي فرص العمل
وكالات

في خضم الجدل المتصاعد حول تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، يطرح جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لشركة «جيه بي مورغان تشيس»، رؤية أكثر اتزانًا، مؤكدًا أن هذه التقنية قد تُلغي بعض الوظائف بالفعل، لكنها لن تقضي على فرص العمل بشكل كامل.

ويقول ديمون إن اختفاء وظائف معينة لا يعني بالضرورة اختفاء العمل نفسه، مشيرًا إلى أن البشر قادرون دائمًا على إيجاد أدوار جديدة تتلاءم مع التحولات التكنولوجية، شريطة امتلاك المهارات المناسبة.

نصيحة مباشرة من ديمون للموظفين

يوجه ديمون رسالة واضحة للعاملين والباحثين عن فرص مستقبلية، مؤكدًا أن النجاح في عصر الذكاء الاصطناعي لا يعتمد على المهارات التقنية فقط، بل على مجموعة أوسع من القدرات الإنسانية.

ويشدد على أهمية:

التفكير النقدي

الذكاء العاطفي

إدارة الاجتماعات بكفاءة

مهارات التواصل والكتابة

ويؤكد أن من يمتلك هذه المهارات سيجد دائمًا فرصًا في سوق العمل، وفق ما نقلته قناة CNBC Make It.

جدل واسع حول الذكاء الاصطناعي والبطالة بين الشباب

تأتي تصريحات ديمون في وقت يشهد فيه سوق العمل الأميركي نقاشًا محتدمًا حول دور الذكاء الاصطناعي في ارتفاع معدلات البطالة، خاصة بين فئة الشباب.

وفي هذا السياق، حذر داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة «أنثروبيك»، في مايو الماضي، من أن تقنيات الذكاء الاصطناعي قد تقضي على ما يصل إلى نصف وظائف ذوي الياقات البيضاء خلال السنوات الخمس المقبلة، ما أثار مخاوف واسعة داخل الأوساط الاقتصادية.

رؤساء تنفيذيون: الذكاء الاصطناعي سيطال كل وظيفة

رغم اختلاف التقديرات، يتفق عدد من قادة الشركات الكبرى على أن التغيير قادم لا محالة. فقد صرّح دوغ ماكميلون، الرئيس التنفيذي لشركة «وول مارت»، في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» نُشرت في 26 سبتمبر، بأن الذكاء الاصطناعي سيُغيّر طبيعة كل وظيفة تقريبًا.

وقال ماكميلون إن من الصعب تخيّل وظيفة واحدة لن تتأثر بهذه التقنية، في إشارة إلى عمق التحول المنتظر في سوق العمل العالمي.

لماذا يراهن ديمون على القادة ذوي المهارات الإنسانية؟

في مواجهة هذه التحولات، يركز جيمي ديمون على دور القادة القادرين على إدارة البشر لا الآلات فقط. ويوضح، في سلسلة فيديوهات سابقة نشرها على منصة لينكدإن، أن القادة الفعّالين يتميزون بقدرتهم على طرح الأسئلة الصحيحة، والتعلم من المنافسين والعملاء، واستخلاص الدروس من الأخطاء.

ويؤكد ديمون أن غياب الفهم الواقعي لما يحدث في السوق، وللاتجاهات السائدة، قد يؤدي في النهاية إلى الفشل، مهما بلغت قوة المؤسسة.

خبراء الأعمال: التفكير النقدي هو مفتاح النجاة

يتقاطع رأي ديمون مع ما يطرحه عدد من خبراء التكنولوجيا وقادة الأعمال. فقد أكد مات جارمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أمازون ويب سيرفيسز»، في تصريحات سابقة لقناة CNBC، أن التفكير النقدي يُعد من أهم المهارات المطلوبة في عصر الذكاء الاصطناعي.

وأوضح أن القدرة على تحليل المعلومات، وربط النتائج، واتخاذ قرارات واعية، لا تزال بعيدة عن متناول الأنظمة الذكية، رغم تطورها المتسارع.

الإبداع والمرونة في صدارة المهارات المطلوبة

بحسب جارمان، فإن الموظف الناجح في المستقبل هو من يجمع بين الإبداع والتفكير النقدي والمرونة. ويرى أن الاستعداد لتعلم مهارات جديدة والتكيف مع المتغيرات سيصبح بنفس أهمية أي مهارة تقنية أخرى.

وتشير دراسات حديثة إلى أن الذكاء الاصطناعي، رغم قدرته على تنفيذ مهام إدارية وتحليلية متعددة، لا يستطيع حتى الآن إصدار أحكام دقيقة تعتمد على السياق الإنساني الكامل.

التواصل والذكاء العاطفي… سلاح لا يُستبدل

إلى جانب التفكير والإبداع، يؤكد خبراء الموارد البشرية أن مهارات التواصل والذكاء العاطفي باتت عنصرًا حاسمًا للنجاح في بيئة العمل الحديثة.

فالقدرة على إيصال الأفكار بوضوح، وبناء علاقات إيجابية مع الزملاء، تعزز من مكانة الموظف داخل المؤسسة، وتزيد من تأثيره ونفوذه المهني.

الاستماع الجيد أساس التواصل الفعّال

ترى أليسون وود بروكس، الأستاذة المساعدة في جامعة هارفارد، أن جوهر التواصل الفعّال لا يكمن في الحديث فقط، بل في الاستماع الحقيقي.

وفي تصريحات سابقة لموقع CNBC Make It، أوضحت أن الاستماع النشط، وطرح أسئلة متابعة بعد سماع الإجابات، يعكس اهتمامًا حقيقيًا ويُعد سلوكًا نادرًا لكنه مؤثر للغاية في بيئة العمل.

وأكدت أن إظهار الاستماع بصوت مسموع، وليس بالاكتفاء بالإيماءات، يُحدث فارقًا كبيرًا في بناء الثقة والعلاقات المهنية.