بريطانيا تطلق برنامج Atlantic Bastion لتعزيز أمنها البحري ومواجهة التهديدات الروسية في شمال الأطلسي


الجريدة العقارية السبت 13 ديسمبر 2025 | 03:42 مساءً
بريطانيا تطلق برنامج Atlantic Bastion لتعزيز أمنها البحري ومواجهة التهديدات الروسية في شمال الأطلسي
بريطانيا تطلق برنامج Atlantic Bastion لتعزيز أمنها البحري ومواجهة التهديدات الروسية في شمال الأطلسي
وكالات

كشفت المملكة المتحدة عن برنامجها البحري الجديد Atlantic Bastion – حصن الأطلسي، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز أمنها القومي ومواجهة التهديدات المتزايدة تحت سطح البحر، خاصة في شمال المحيط الأطلسي، عبر تطوير قدرات متقدمة في مجال مكافحة الغواصات.

وأكدت وزارة الدفاع البريطانية أن البرنامج سيجعل بريطانيا أكثر أمانًا في مواجهة الأنشطة البحرية الروسية، من خلال إعادة توجيه قدرات البحرية الملكية والتركيز على رصد الغواصات وتعقبها والتعامل معها بفعالية غير مسبوقة.

إعلان رسمي من قاعدة بورتسموث واستثمارات بملايين الجنيهات

وخلال زيارة رسمية إلى قاعدة بورتسموث البحرية الملكية، أعلن وزير الدفاع البريطاني جون هيلي بدء العمل المبكر في برنامج Atlantic Bastion، مع ضخ استثمارات بملايين الجنيهات خلال العام الجاري لتطوير واختبار تقنيات استشعار مبتكرة مضادة للغواصات.

ويُطرح البرنامج للمرة الأولى ضمن إطار تنفيذ رؤية الحكومة في مراجعة الدفاع الاستراتيجية، باعتباره أحد الالتزامات الرئيسية التي يجري تنفيذها بوتيرة متسارعة.

ثورة تكنولوجية في الحرب البحرية

وفق وزارة الدفاع البريطانية، يضع برنامج Atlantic Bastion المملكة المتحدة في مقدمة ثورة تكنولوجية في مجال الحرب البحرية، حيث يجمع بين:

أحدث السفن السطحية

غواصات ذاتية القيادة

بنية تحتية رقمية متطورة

سفن حربية وطائرات دوريات بحرية عالمية المستوى

ويهدف هذا التكامل إلى إنشاء قوة بحرية هجينة قادرة على العمل عبر مجالات متعددة، من الجو إلى سطح البحر وتحت الماء.

رد مباشر على تصاعد النشاط الروسي تحت البحر

يأتي إطلاق البرنامج في ظل تجدد نشاط الغواصات الروسية في شمال الأطلسي، بما في ذلك تحركات سفينة التجسس الروسية Yantar بالقرب من المياه البريطانية.

وأفادت استخبارات الدفاع البريطانية بأن روسيا تعمل حاليًا على تحديث أسطولها البحري، مع تركيز متزايد على استهداف الكابلات البحرية وخطوط الأنابيب الحيوية، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للبنية التحتية الحيوية للمملكة المتحدة وحلفائها.

قوة بحرية هجينة لحماية بريطانيا وحلف الناتو

ينشئ برنامج Atlantic Bastion قوة بحرية متطورة للدفاع عن المملكة المتحدة ودعم حلف شمال الأطلسي، عبر منظومة متكاملة تتيح:

رصد الخصوم في مساحات شاسعة من المحيط

تتبع تحركاتهم بدقة عالية

التحرك السريع والفعال عند الضرورة

وأكدت الوزارة أن هذه القدرات ستمنح بريطانيا تفوقًا عملياتيًا غير مسبوق في بيئات بحرية معقدة.

مشاركة واسعة من شركات الدفاع الأوروبية

شهد البرنامج إقبالًا صناعيًا كبيرًا، حيث قدمت 26 شركة من بريطانيا وأوروبا مقترحات لتطوير تقنيات الاستشعار المضادة للغواصات، بينما قدمت 20 شركة من كبرى الشركات وحتى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عروضًا توضيحية للتكنولوجيا.

ويُقابل كل استثمار حكومي باستثمار خاص بنسبة 4 إلى 1، ما يعكس ثقة القطاع الصناعي في البرنامج وجدواه المستقبلية.

مراحل التطوير والنشر الميداني

من المقرر أن تشهد الأسابيع المقبلة المرحلة التالية من التطوير والاختبار، حيث تبدأ الشركات التي حصلت على المنح في نقل تقنياتها من مرحلة المفهوم إلى التطبيق العملي في الخطوط الأمامية.

ومن المنتظر نشر أولى القدرات التشغيلية في المياه خلال العام المقبل، مع استثمارات إضافية مخطط لها في عام 2026 لتسريع وتوسيع نطاق البرنامج.

عصر جديد من التهديدات يتطلب دفاعًا جديدًا

أكد وزير الدفاع البريطاني أن التهديدات الجديدة تحت سطح البحر لا تحتمل الشك، مشيرًا إلى أن الخصوم يستهدفون بنية تحتية بالغة الأهمية للاقتصاد والأمن القومي.

وأوضح أن هذا الواقع يفرض عصرًا جديدًا للدفاع، يعتمد على الابتكار السريع والعمل بوتيرة زمن الحرب للحفاظ على التفوق في ساحة المعركة، بالتوازي مع تنفيذ مراجعة الدفاع الاستراتيجية.

مخطط لمستقبل البحرية الملكية

يُنظر إلى برنامج Atlantic Bastion على أنه خارطة طريق لمستقبل البحرية الملكية البريطانية، إذ يجمع بين التقنيات المستقلة المتقدمة وقدرات الذكاء الاصطناعي مع منصات بحرية وجوية تقليدية عالية الكفاءة.

ويهدف هذا الدمج إلى إنشاء قوة قتالية هجينة قادرة على كشف التهديدات وهزيمتها بسرعة ودقة في مختلف البيئات البحرية.

شبكة استهداف رقمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي

سيربط المشروع السفن والغواصات والطائرات والسفن المسيرة عبر تقنيات كشف صوتي مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ضمن شبكة استهداف رقمية متقدمة.

وتسمح هذه الشبكة باتخاذ قرارات ميدانية أسرع وأكثر دقة لتحييد التهديدات المعادية، ما يعزز فاعلية العمليات البحرية في الزمن الحقيقي.

تصريحات شركات الدفاع المشاركة

قال المدير الإداري لشركة Anduril المملكة المتحدة، ريتش دريك، إن الحكومة البريطانية دعت الصناعة لتطوير نموذج المقاتل البحري العصري، مشيرًا إلى تصميم نظام Seabed Sentry داخل بريطانيا بالتعاون مع شركات أخرى لحماية المياه الإقليمية للحلفاء.

من جانبه، أكد سكوت جاميسون، المدير الإداري لشركة BAE Systems لحلول الدفاع، أن الاستقلال الذاتي يمثل فرصة تحولية لإعادة تعريف العمليات فوق وتحت سطح البحر، مشيرًا إلى تطوير غواصة Herne ذاتية القيادة ونظام التحكم العسكري المستقل Nautomate.

الذكاء الاصطناعي يغير قواعد اللعبة تحت الماء

أوضحت أميليا جولد، المديرة العامة للشؤون البحرية في شركة Helsing، أن بريطانيا تقود الابتكار في مجال الدفاع البحري، مؤكدة التزام الشركة عبر مركزها العالمي للذكاء الاصطناعي والبرمجيات في لندن.

وأضافت أن التجارب التي أُجريت في المملكة المتحدة على نظامي SG-1 Fathom وLura أثبتت قدرة التقنيات المتقدمة على إحداث تحول جذري في ساحة المعركة تحت الماء، مؤكدة استعداد الشركة للعب دور محوري في مشروع Atlantic Bastion لحماية حلف الناتو.