تتحرك شركات التطوير العقاري في مصر بقوة لإعادة تشكيل استراتيجياتها التسعيرية بهدف تنشيط المبيعات وضمان تدفق السيولة، في ظل تباطؤ ملحوظ في الطلب وزيادة واضحة في المعروض، ما خلق منافسة شرسة داخل السوق. وتعمل الشركات على تقديم خطط سداد مرنة وإعادة تقييم الأسعار وفقًا لمعادلات السوق الحالية، مع إطلاق حوافز متنوعة لجذب العملاء وتشجيع الشراء المباشر.
ولمواجهة حالة التباطؤ، اتجهت شركات عديدة إلى تسريع وتيرة الإنشاءات وتوفير وحدات شبه جاهزة، إلى جانب التعاون مع بنوك محلية لطرح برامج تمويل ميسرة، كما أطلقت بعض الشركات مشروعات جديدة بأسعار أكثر اتساقًا مع استقرار العملة وتراجع بعض تكاليف مواد البناء، وهو ما ساعد في الحفاظ على مستوى الطلب داخل قطاعات محددة.
سوق العقارات في مصر
لكن هذه التسهيلات أثرت مباشرة على سوق إعادة البيع "الريسيل"، إذ أصبحت عروض المطورين أكثر إغراءً من شروط البائعين في السوق الثانوي، الذين يطالبون عادةً بسداد ما دفعوه نقدًا مع هامش ربح.
وأظهر استطلاع شمل 20 شركة تطوير عقاري أن معظم الشركات اعتمدت منذ بداية العام آليات مرنة لدعم المبيعات، وتحديدًا عبر زيادة فترات السداد وخفض المقدمات وتقديم خصومات للكاش، رغم أن هذه الأدوات فقدت جزءًا من تأثيرها بسبب انتشارها الواسع.
وأكد عبدالله سلام، الرئيس التنفيذي لشركة "مدينة مصر"، أن الشركة تتبع سياسة متوازنة تقوم على تقديم منتجات متنوعة وأسعار تنافسية وخطط سداد مرنة، مع التركيز على المشروعات ذات معدلات التنفيذ المرتفعة لتعزيز ثقة العملاء. فيما أوضح أحمد العتال، رئيس مجلس إدارة "العتال هولدينغ"، أن استراتيجيتهم تعتمد على استهداف الشرائح الأكثر نشاطًا وتسريع عمليات البناء وتقديم تجارب زيارة داخل المشروعات.
ومن جانبه، أشار أحمد سمير الدسوقي، رئيس القطاع التجاري بشركة "ويلث القابضة"، إلى دراسة الشركة تقديم أنظمة تسعير مرنة تشمل خصومات للكاش وأنظمة سداد مختلفة دون التأثير على جودة المنتج. بينما قدّر عبد الرحمن أبوزيد، مدير أول المبيعات بشركة "تسكن" التابعة لـ"ناوي"، تراجع مبيعات سوق الريسيل في المشروعات الجديدة بنسبة تصل إلى 70% مقارنة بالعام الماضي، بسبب فترات السداد الطويلة التي تقدمها الشركات الكبرى والتي وصلت إلى 12 سنة أو أكثر.
وتوسعت شركات أخرى في الحملات الرقمية والاستفادة من أدوات التحليل الذكي للبيانات لدعم قرارات الشراء وتحسين خدمة ما بعد البيع. وأوضح "الدسوقي" أن تطوير أدوات الترويج الرقمية يساهم في تحسين معدلات التحويل وتعزيز ثقة العملاء.
وفي سياق دعم التمويل، لجأت شركات محدودة إلى التعاون مع البنوك، حيث كشف دانيال دوس، عضو مجلس إدارة Rock Developments، عن توقيع بروتوكول مع أحد البنوك لتقديم تمويل يصل إلى 80% من قيمة الوحدة ولمدة تصل إلى 15 عامًا، في خطوة تستهدف تخفيف الأعباء على العملاء وتحفيز المبيعات المباشرة.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض