على مدار أكثر من عشر سنوات، احتلت الهواتف الذكية موقع القلب في عالم الاتصالات والترفيه والعمل، وأصبحت نافذة البشر إلى العالم الرقمي. لكن التطور المتسارع في الذكاء الاصطناعي، والواقعين المعزز والافتراضي، والتقنيات القابلة للارتداء، أعاد طرح سؤال مهم: هل وصلت الهواتف الذكية إلى مرحلة الاكتمال؟ وهل باتت الإصدارات الجديدة مجرد تحديثات طفيفة؟
توقعات حديثة، من بينها ما جاء في تقرير لمجلة CEO Today، تشير إلى أن موجة ابتكار جديدة ربما تعيد صياغة علاقتنا مع التكنولوجيا بالكامل.
بدائل محتملة لعالم ما بعد الهاتف الذكي
1- أجهزة الذكاء الاصطناعي القابلة للارتداء: تكنولوجيا بدون شاشة
تسعى شركات مثل Humane وأبل وميتا إلى تطوير جيل جديد من الأجهزة القابلة للارتداء يعمل بذكاء اصطناعي متقدم ويستغني عن مفهوم الشاشة التقليدية.
تتضمن هذه الأجهزة نظارات وخواتم وملابس ذكية قادرة على تنفيذ المهام اليومية مثل إرسال الرسائل، الرد على المكالمات، وتقديم معلومات فورية اعتمادًا على الأوامر الصوتية أو الإيماءات.
ومع تطور الذكاء الاصطناعي الواعي بالسياق، قد تصبح هذه الأجهزة أكثر قدرة على التنبؤ باحتياجات المستخدم وتقديم المساعدة بشكل سلس وهادئ دون الحاجة لإخراج هاتف كل دقيقة.
2- الواقع المعزز والواقع الافتراضي: شاشات تُستبدل بالعالم نفسه
شهدت تقنيات الواقع الممتد قفزات كبيرة، وتعد أجهزة مثل Vision Pro من أبل وQuest من ميتا مجرد بدايات.
المستقبل القريب قد يجعل نظارات أو عدسات لاصقة للواقع المعزز قادرة على تراكب طبقات رقمية على العالم الحقيقي، ما يجعل شاشة الهاتف أمرًا غير ضروري.
كما قد تصبح تطبيقات التنقل والرسائل والمكالمات المرئية جزءًا من محيط المستخدم نفسه، دون لمس جهاز مادي.
3- إنترنت الأشياء: أجهزة تتحدث معك وتتنبأ باحتياجاتك
مع الانتشار المتنامي لإنترنت الأشياء، تصبح المنازل والمكاتب والسيارات أكثر اتصالًا وذكاءً.
بدلًا من التحكم بالأجهزة عبر الهاتف، ستتكفّل الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي بإدارة الإضاءة، ودرجات الحرارة، والأمن، والأجهزة المنزلية اعتمادًا على الأوامر الصوتية والبيانات الحيوية.
وتمتد هذه النظرة إلى السيارات الذكية القادرة على التفاعل مع جدولك اليومي، إضافةً إلى أجهزة صحية قابلة للارتداء تراقب صحتك بشكل استباقي.
4- مساعدو الذكاء الاصطناعي المستقلون: مساعدين بلا هاتف
على الرغم من تطور أنظمة مثل Siri وAlexa، فإنها لا تزال تعتمد على الهاتف كمركز للتفاعل.
الجيل القادم من المساعدين الرقميين سيعمل بشكل مستقل تمامًا داخل الأجهزة القابلة للارتداء أو أنظمة المنازل الذكية، ما يجعل الهاتف مجرد وسيط غير ضروري.
وفي حال دمج هذه الأنظمة مع الواقع المعزز وإنترنت الأشياء، ستصبح تجربة الاستخدام أكثر سلاسة وتكاملًا من أي وقت مضى.
5- واجهات الدماغ والحاسوب: تواصل مباشر دون وسيط
لا تزال هذه التقنية في بداياتها، لكن جهود شركات مثل Neuralink تشير إلى مستقبل قد يتمكن فيه الإنسان من التفاعل مع الأنظمة الرقمية بمجرد التفكير.
تخيّل الوصول إلى معلومات أو التحكم بأجهزة دون الحاجة لليد أو شاشة. إذا تطورت هذه التقنية، فقد تُعيد تعريف مفهوم الجهاز الشخصي بالكامل.
6- الشاشات الهولوجرافية: محتوى ثلاثي الأبعاد بلا أجهزة
رغم أنها في مرحلة تجريبية، فإن الشاشات الهولوجرافية قد تقدم بديلًا مستقبليًا جذريًا، حيث يمكن عرض محتوى ثلاثي الأبعاد في الهواء مباشرة دون استخدام شاشة تقليدية.
نجاح هذه التقنية قد يفتح الباب أمام تجربة رقمية تحرّر المستخدم من الأجهزة المادية نهائيًا.
هل تختفي الهواتف الذكية قريبًا؟
رغم الحديث المتزايد عن مستقبل ما بعد الهاتف الذكي، فإن اختفاء هذه الأجهزة لن يحدث بين ليلة وضحاها.
ومع ذلك، تتراجع أهمية الشاشات تدريجيًا لصالح تكنولوجيا أكثر اندماجًا وتفاعلية تعمل في الخلفية دون إزعاج.
ومع مرور السنوات، قد يصبح الهاتف الذكي مجرد مرحلة في تطور التكنولوجيا، تمامًا كما أصبح الهاتف الأرضي ذكرى لتقنية مهمة تم تجاوزها لاحقًا.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض