"ريد ميد كابيتال" يستعد لإطلاق أول صناديق استثمار متداولة بالعملات الأجنبية ومتوافقة مع الشريعة في المغرب


الجريدة العقارية السبت 06 ديسمبر 2025 | 10:44 مساءً
محمد عاطف

يعتزم بنك الاستثمار المغربي "ريد ميد كابيتال" (Red Med Capital) دخول مرحلة جديدة في قطاع إدارة الأصول، عبر إطلاق أول صناديق الاستثمار المتداولة (ETF) في المغرب المقومة بالعملات الأجنبية والمتوافقة مع الشريعة الإسلامية، وذلك بالاستفادة من الخبرة العالمية لشركة "أزيموت" الإيطالية المتخصصة في إدارة الأصول.

قانون جديد يفتح الباب أمام منتجات مالية مبتكرة

يأتي هذا التوجه عقب إقرار البرلمان المغربي في أكتوبر الماضي قانونًا جديدًا يعزز قطاع إدارة الأصول، الذي تبلغ قيمته نحو 85 مليار دولار. ويتيح هذا الإطار التشريعي استحداث فئات مبتكرة من الصناديق، أبرزها:

صناديق المؤشرات المتداولة (ETF)

الصناديق المتوافقة مع الشريعة

الصناديق المقومة بالعملات الأجنبية

وقال عبد السلام اعبابو، المؤسس والرئيس التنفيذي للمجموعة، إن البنك يستعد للاستفادة من هذه الفرص الجديدة، موضحًا:

"لدينا 14 صندوقًا حاليًا، ونعمل على إطلاق منتجات استثمارية جديدة أصبحت ممكنة بفضل القانون الجديد، وسنعتمد على خبرة أزيموت التي تدير أكبر صندوق شرعي في تركيا".

شراكة استراتيجية مع "أزيموت" الإيطالية

تأسس "ريد ميد كابيتال" عام 2004، ويعمل عبر خمس شركات تابعة تشمل إدارة الأصول، الوساطة، التمويل، العقار، ورأس المال الاستثماري. وقد ارتفعت الأصول المُدارة لدى المجموعة إلى أكثر من 3 مليارات دولار حتى ديسمبر، بنمو بلغ 50% خلال عام واحد.

هذا النمو جذب اهتمام شركة "أزيموت" (Azimut)، التي تدير أصولًا تتجاوز 120 مليار يورو، حيث استحوذت في مارس الماضي على:

29% من "ريد ميد لإدارة الأصول"

25% من "ريد ميد للأوراق المالية"

وأكد اعبابو أن هذه الشراكة ستفتح الباب أمام منتجات مالية جديدة في السوق المغربية، وتزوّد المستثمرين برؤية أوسع للأسواق الدولية.

نمو متسارع في قطاع إدارة الأصول

يشهد قطاع إدارة الأصول في المغرب تحركات قوية، إذ يتوقع خبراء أن يتضاعف حجم السوق ليصل إلى 160 مليار دولار خلال خمس سنوات، وفق تصريحات سابقة لـ مصطفى حساني، رئيس جمعية (ASFIM). ويرى خبراء أن هذا النمو سيسهم في تمويل مشاريع البنية التحتية الكبرى، خاصة مع استعداد المغرب لاستضافة كأس العالم 2030.

من جانبه، يستهدف "ريد ميد كابيتال" مضاعفة أصوله المدارة إلى 6 مليارات دولار بحلول 2030، مستندًا إلى البيئة التشريعية الجديدة وتوسّع فرص التمويل.

سيطرة الصناديق ذات العائد الثابت

على الرغم من هذا الزخم، لا تزال محفظة الاستثمارات في المغرب تتركز بشكل كبير في سندات الخزينة والقطاع الخاص بنسبة تقارب 80%، مقابل حصة محدودة لسوق الأسهم. ويرى اعبابو أن منتجات العائد الثابت ستستمر في الهيمنة لأنها تمنح المستثمرين استقرارًا وعائدًا واضحًا.

توسّع في الاستثمار المباشر

كما ينشط البنك في مجال الملكية الخاصة عبر صندوق "كولومبوس 1" الذي تبلغ قيمته نحو 700 مليون درهم (75 مليون دولار) بالشراكة مع الصندوق السيادي محمد السادس للاستثمار، ويخطط لضخ استثمارات في عشر شركات مغربية، مع استهداف الوصول بحجم الصندوق إلى أكثر من 90 مليون دولار خلال السنوات المقبلة.