انقسام تاريخي داخل الفدرالي الأمريكي يُربك توقعات الفائدة قبل اجتماع ديسمبر


الجريدة العقارية السبت 06 ديسمبر 2025 | 07:45 صباحاً
الفدرالي الأمريكي
الفدرالي الأمريكي
متابعات

تشهد لجنة السياسة النقدية في الاحتياطي الفدرالي الأمريكي انقساماً عمودياً غير مسبوق، بواقع ستة أعضاء من الصقور المتمسكين بالتشديد النقدي مقابل ستة من الحمائم الداعين إلى خفض الفائدة وتقريبها من المستوى المحايد.

ويطرح هذا الانقسام تساؤلات واسعة حول تأثيره على قرار الفائدة في ديسمبر، وإمكانية دخوله مرحلة ممتدة من عدم التوافق داخل أكثر لجنة مؤثرة في الأسواق العالمية.

انقسام غير مسبوق داخل الفدرالي

تشير مذكرة Capital Economics – وفق ما نقلته CNBC عربية – إلى أن رؤساء أربعة بنوك إقليمية داخل الفدرالي أبدوا مواقف متحفظة أو رافضة لخفض الفائدة، في وقت لوّح عدد من الأعضاء الآخرين بدعم التيسير النقدي، ما يرفع احتمالات الوصول إلى تعادل تاريخي في الأصوات (6 مقابل 6).

ضغوط ترامب وتأثيرها على القرار النقدي

ويؤكد جو يرق، رئيس قسم الأسواق العالمية في Cedra Markets، لـ CNBC عربية، أن الضغوط التي يمارسها الرئيس دونالد ترامب وفريقه الاقتصادي لإجبار الفدرالي على خفض أكبر للفائدة تمثل أحد أهم أسباب الانقسام، في مقابل تمسّك جيروم باول وبعض الأعضاء بالحذر لتجنب ضياع مكاسب مكافحة التضخم.

جذور الخلاف داخل اجتماعات الفدرالي

وفي السياق ذاته، يشير أحمد عزام، رئيس الأبحاث في مجموعة "إكويتي"، إلى أن الخلاف ليس جديداً، بل ظهر في الاجتماعين السابقين عندما تباينت المطالبات بين خفض بـ50 نقطة أساس أو تثبيت الفائدة، قبل أن تُرجَّح كفة خفض محدود بـ25 نقطة أساس.

ضبابية البيانات تغيّر منهج الفدرالي

ويرى عزام أن التحدي الحقيقي يتمثل في "الضبابية الرقمية" الناتجة عن الإغلاقات الحكومية وضعف البيانات، ما دفع الفدرالي لاتخاذ قرارات دون قاعدة بيانات مكتملة كما جرت العادة، وهو ما يتفق معه ميشال صليبي من "FXPRO" مؤكداً أن تدهور جودة البيانات أدى إلى تغيير جوهري في منهج الفدرالي الذي بات يمنح وزناً أكبر لبيانات التوظيف مقارنة بالتضخم.

سيناريو اجتماع ديسمبر: تعادل تاريخي؟

أما بشأن اجتماع ديسمبر، فيرجّح يرق أن يشهد الفدرالي تعادلاً في الأصوات لأول مرة منذ 1973 وسط غياب رؤية واضحة، بينما يرى عزام أن الفدرالي يميل حالياً إلى "الهبوط الصعب" بدعم الوظائف حتى لو جاء على حساب هدف التضخم.

متى ينتهي الانقسام؟

ويتوقع الخبراء – وفق ما نقلته CNBC عربية – استمرار الانقسام حتى مطلع 2026، على أن تتضح الصورة بشكل أكبر بعد تغيّر قيادة الفدرالي ورحيل جيروم باول، وهو ما قد يفتح الباب أمام نهج أكثر ميلاً للتيسير النقدي خلال النصف الثاني من العام المقبل.

المصدر: CNBC عربية