سجلت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا خلال تعاملات الجمعة 5 ديسمبر/كانون الأول، مدعومةً بتعثر محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، رغم الضغوط المقابلة الناتجة عن توقعات بزيادة المعروض في الأسواق خلال الفترة المقبلة.
ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 41 سنتًا أو 0.69% لتغلق عند 60.08 دولارًا للبرميل، في حين صعدت عقود خام برنت القياسي 49 سنتًا أو 0.77% لتستقر عند 63.75 دولارًا للبرميل.
وفي السوق الفورية، سجّل الخام الأمريكي 60.01 دولارًا للبرميل بارتفاع 0.57% عن تعاملات اليوم، وبزيادة أسبوعية بلغت 2.5%. أما خام برنت فارتفع إلى 63.68 دولارًا للبرميل، محققًا نموًا أسبوعيًا بنحو 0.82%.
عوامل مؤثرة في حركة الأسعار
قال تاماس فارجاس، محلل أسواق النفط لدى "بي في إم"، في تصريحات لشبكة CNBC، إن حركة النفط ظلت ضمن نطاق ضيق هذا الأسبوع، موضحًا أن تعثر محادثات السلام الأوكرانية ساهم في تشكيل خلفية داعمة للأسعار، بينما يمثل ارتفاع إنتاج أوبك مرونة تضغط على الأسعار نزولًا.
ويضيف محللون أن احتمالات خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل، إلى جانب التوترات المتصاعدة مع فنزويلا، يشكلان عاملَين داعمَين لارتفاع النفط.
وكشف استطلاع أجرته رويترز أن 82% من الاقتصاديين يتوقعون خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما قد يعزز النمو الاقتصادي ويرفع الطلب على الطاقة عالميًا.
سيناريوهات جيوسياسية متباينة
وأشار آنه فام، كبير الباحثين في بورصة لندن، إلى أن عوامل العرض لا تزال محور المشهد، موضحًا أن أي اتفاق سلام بين موسكو وكييف قد يعيد كميات إضافية من النفط الروسي إلى الأسواق، مما قد يؤدي إلى تراجع الأسعار.
وفي المقابل، يرى أن أي تصعيد جيوسياسي سيؤدي إلى موجة ارتفاع جديدة في الأسعار.
وتتزامن هذه التطورات مع قرار أوبك+ الإبقاء على مستويات الإنتاج الحالية حتى مطلع العام المقبل، وهو ما يدعم الأسعار نسبيًا.
توتر أمريكي–فنزويلي وتأثيره المحتمل
تترقب الأسواق العالمية التطورات المرتبطة بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إطلاق عملية عسكرية وشيكة في فنزويلا بهدف مواجهة تجار المخدرات، الأمر الذي قد يهدد إنتاج فنزويلا النفطي البالغ 1.1 مليون برميل يوميًا، والذي تُصدّر معظمه إلى الصين.
وأوضحت "ريستاد إنرجي" في مذكرة أن أي تدخل عسكري قد يعرض إنتاج فنزويلا للخطر، ما قد يؤدي إلى تشديد المعروض العالمي.
أسعار السعودية وإشارات فائض المعروض
ورغم الدعم الناتج عن التوترات الجيوسياسية، تظل توقعات الفائض حاضرة بقوة؛ إذ خفّضت السعودية أسعار بيع خامها العربي الخفيف لآسيا لشهر يناير إلى أدنى مستوى منذ خمسة أعوام، في ظل وفرة المعروض حسب وثيقة اطلعت عليها رويترز.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض