قال علي الريامي، مدير عام تسويق النفط والغاز بوزارة الطاقة والمعادن في سلطنة عُمان سابقاً، إن العالم يشهد انتقالاً متسارعاً من أزمة جيوسياسية إلى أخرى، مشيراً إلى أن التوترات الحالية المرتبطة بفنزويلا تمثل «تهديداً فعلياً وقوياً للغاية» نظراً لارتباطها بإنتاج النفط.
وأكد الريامي، خلال مداخلة مع قناة العربية بيزنيس، أن التوترات الجارية تستهدف تغيير النظام في فنزويلا باستخدام القوة، قائلاً:
«للأسف نخرج من مشكلة جيوسياسية وندخل في مشكلة أخرى لدولة مرتبطة بإنتاج النفط وهي فنزويلا… والتهديد فعلي وقوي للغاية، والهدف منه تغيير النظام عن طريق القوة».
وأوضح أن السيناريو الأكثر توقعاً هو تغيير سريع للحكومة، مضيفاً: «في حالة حدوثه، لا أعتقد أن الموضوع سيطول؛ لأن ’حكومة الظل‘ جاهزة، وتحتاج فقط إلى إخراج الرئيس الحالي مادورو لتأتي حكومة جديدة مستعدة لتسلّم زمام الأمور بشكل سريع».
وأشار الريامي إلى أن علاوة المخاطر ستكون محدودة للغاية، مرجعاً ذلك إلى أن فنزويلا «محاصرة منذ فترة طويلة»، وإنتاجها النفطي لا يتجاوز مليون برميل يومياً. وأضاف أن الجزء الأكبر من هذا الإنتاج يذهب إلى الولايات المتحدة عبر الشركات الأميركية العاملة في فنزويلا، إضافة إلى صادرات متقطعة إلى الصين.
وتابع قائلاً: «أعتقد أن الموضوع سيبقى محصوراً بين فنزويلا وأمريكا، ولا أظن أنه سينتشر أو يؤثر بشكل كبير على أسعار النفط… التدخل سيكون فورياً، والإنتاج سيبدأ من جديد، ولا أرى أي مشكلة».
وفي سؤال حول المدى المتوسط وإمكانية زيادة الإنتاج في حال تولي حكومة موالية للولايات المتحدة، خاصة أن فنزويلا تمتلك أكبر احتياطي نفطي في العالم، قال الريامي إن الأمر مرتبط بعاملين رئيسيين:
الشركات الأمريكية العاملة حالياً: «هناك شركتان أمريكيتان تعملان بالفعل في فنزويلا، وتنتجان كميات محدودة بموافقة وتصريح من الولايات المتحدة… وزيادة الإنتاج عبر هذه المواقع ستكون سريعة ومباشرة للغاية».
المناطق الإنتاجية الأخرى المتوقفة: «هذه المناطق تحتاج إلى وقت أطول بسبب الحصار ونقص التقنية… وقد يستغرق الأمر من 6 أشهر إلى سنة قبل أن تعود إلى مستويات إنتاج ما قبل الحصار».
وأكد الريامي أنه لا يستبعد ارتفاع الإنتاج الفنزويلي خلال الأشهر السبعة المقبلة إلى ما بين 1.7 و2 مليون برميل يومياً، مضيفاً: «هذا هو المتوقع… ولا توجد أي مشكلة إذا جاءت حكومة مستعدة للتنسيق مع أمريكا وجلب التكنولوجيا للإنتاج».
وحذّر في الوقت ذاته من أن عودة فنزويلا للإنتاج القوي قد تؤدي إلى زيادة في التخمة النفطية في الأسواق العالمية، قائلاً: «هنا تبقى المشكلة… فنزويلا ستعود للإنتاج والتصدير بشكل كبير، وقد تضيف إلى التخمة المتوقعة في حالة زيادة إنتاجها».
ويؤكد هذا الطرح أن الأزمة الفنزويلية، رغم خطورتها الجيوسياسية، قد لا تشكل صدمة واسعة لأسواق النفط العالمية، لكنها قد تعيد رسم معادلات الإنتاج والتوازن خلال الأشهر المقبلة.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض