تخطط مصر لإنشاء أربع محطات رئيسية لتموين السفن بالغاز الطبيعي المسال في موانئها الاستراتيجية، ضمن خطة استثمارية تتجاوز قيمتها مليار دولار، وذلك بحلول عام 2030، وفق تصريح مسؤول حكومي بارز لـ"اقتصاد الشرق".
تركز هذه المحطات على موانئ بورسعيد، والعين السخنة، والإسكندرية، والسويس، لتصبح جزءاً محورياً من منظومة تشغيل السفن والقاطرات البحرية باستخدام وقود نظيف ومتوافق مع معايير الاستدامة البيئية.
تحول شرق المتوسط إلى مركز إقليمي للطاقة
تشهد منطقة شرق البحر المتوسط تحولاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة لتصبح مركزاً رئيسياً لإمدادات الغاز الطبيعي، بعد اكتشافات كبيرة قبالة سواحل إسرائيل في عامي 2009 و2010.
وتسعى مصر إلى استغلال هذا التحول، عبر استيراد الغاز من دول المنطقة مثل قبرص وإسرائيل، وتسييله في محطاتها المحلية، ثم إعادة بيعه في الأسواق العالمية بهامش ربح، لتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة.
اهتمام الشركات العالمية بالمشروع
أكد المسؤول الحكومي أن عدداً من الشركات العالمية، مثل "شل" و"بيراميد" و"إنفينيتي" و"إيغل غاس"، أبدت اهتمامها بالاستثمار في إقامة محطات تموين السفن بالغاز المسال، سواء بشكل منفرد أو بالشراكة مع الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس).
وتعكس هذه الاستثمارات المرتقبة رغبة مصر في تطوير قطاع الشحن البحري باستخدام وقود نظيف، بما ينسجم مع معايير البيئة والاستدامة الدولية.
خطوات مصرية استراتيجية نحو تنفيذ المشروع
وقعت "إيجاس" خلال مؤتمر المناخ كوب 27 في شرم الشيخ عام 2022 عدة مذكرات تفاهم مع شركات منفردة وتحالفات لإعداد دراسات الجدوى الاقتصادية للمشروع، وتقديم نموذج عمل متكامل يضمن نجاحه حال ثبوت جدواه الاقتصادية.
كما تعتزم مصر إنشاء محطة لتسييل وتخزين الغاز الطبيعي في بورسعيد ضمن نطاق قناة السويس، بهدف تموين قاطرات الهيئة بالغاز الطبيعي المسال، ما يعزز كفاءة حركة الملاحة في الممر المائي الحيوي.
مصر تمتلك ميزة تنافسية في الغاز المسال
يمثل توفر الموارد الأساسية المحلية، مثل إنتاج الغاز المسال في مصنعي إدكو ودمياط، عاملاً حاسماً يمنح مصر ميزة تنافسية فريدة على المستوى الإقليمي والدولي لتنفيذ مشروع محطات تموين السفن بالغاز الطبيعي.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض