زيلينسكي: مستعدون للمضي في الإطار الأمريكي لإنهاء الحرب ومناقشة الخلافات مع ترامب


الجريدة العقارية الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 | 09:34 مساءً
زيلينسكي
زيلينسكي
محمد شوشة

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، إن بلاده مستعدة للمضي قدمًا في الإطار المدعوم من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب مع روسيا، مؤكدًا جاهزيته لمناقشة النقاط الخلافية مباشرة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع مشاركة الحلفاء الأوروبيين في هذه المحادثات.

ودعا زيلينسكي في كلمته أمام تحالف الحلفاء الراغبين، القادة الأوروبيين لوضع إطار يسمح بنشر قوة طمأنة داخل أوكرانيا، والاستمرار في دعم كييف طالما ظلت موسكو ترفض إنهاء الحرب.

وتعمل واشنطن وكييف على تضييق فجوة الخلافات بشأن خطة ترامب لإنهاء الصراع، بينما تخشى أوكرانيا أن تُدفع نحو قبول اتفاق يتماشى إلى حد كبير مع الشروط الروسية، بما في ذلك التنازلات الإقليمية.

وقال: "القرارات الأمنية المتعلقة بأوكرانيا يجب أن تشمل أوكرانيا، والقرارات المتعلقة بأوروبا يجب أن تشمل أوروبا، لأن أي قرار يُتخذ خلف ظهر دولة أو شعبها، يواجه خطرًا كبيرًا في ألا ينجح"، مشيرًا إلى أن الإطار الأمريكي مطروح على الطاولة، وأن كييف مستعدة للمضي فيه مع الولايات المتحدة وبمشاركة شخصية من الرئيس ترامب.

وقال دبلوماسي أوكراني إن التنازلات الإقليمية لا تزال العقبة الأكبر، موضحًا أن الاتفاق النهائي ليس مضمونًا رغم التقدم في بعض النقاط، مضيفًا: "هذه قضايا شديدة الحساسية بالنسبة لنا".

وجاء ذلك بالتزامن مع قصف روسي مكثف استهدف كييف ليلًا بالصواريخ والطائرات المسيّرة، ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وتعطيل الكهرباء والتدفئة ونزول السكان إلى الملاجئ.

وقال ترامب، خلال فعالية في البيت الأبيض، إنه يعتقد أن التوصل لاتفاق بشأن أوكرانيا بات قريبًا، قائلًا: "سنصل إلى هناك".

وأعلن رستم عمروف، رئيس الأمن القومي الأوكراني، أن زيلينسكي قد يزور الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة لإتمام الصفقة مع ترامب، رغم عدم صدور تأكيد من واشنطن.

وأشارت كييف إلى أن التحركات الدبلوماسية المكثفة التي تقودها إدارة ترامب قد تؤدي إلى نتائج، إلا أن أي تفاؤل يبقى محدودًا، إذ تؤكد موسكو أنها لن تقبل اتفاقًا يبتعد كثيرًا عن أهدافها.

وكشف متحدث باسم وزير الجيش الأمريكي دان دريسكول، أن الوزير أجرى محادثات مع مسؤولين روس في أبوظبي يومي الإثنين والثلاثاء بشأن الخطة.

وقال مسؤول أوكراني إن كييف تدعم جوهر الإطار، لكن القضايا الأكثر حساسية ستُناقش بين زيلينسكي وترامب.

وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، عبر منصة X، إن الولايات المتحدة حققت تقدمًا هائلًا في الأسبوع الماضي من خلال جمع روسيا وأوكرانيا على طاولة المفاوضات، مشيرة إلى تفاصيل غير مستعصية ما زالت بحاجة إلى تسوية.

وتشهد السياسة الأمريكية تجاه الحرب تقلبات حادة في الأشهر الأخيرة، خاصة بعد القمة التي جمعت ترامب وبوتين في ألاسكا خلال أغسطس، والتي أثارت قلقًا واسعًا في كييف والعواصم الأوروبية، رغم أن اللقاء انتهى بمزيد من الضغوط الأمريكية على موسكو.

وأثارت الخطة الأمريكية الجديدة، المكونة من 28 نقطة، قلقًا إضافيًا، لأنها تتضمن تنازل كييف عن أكثر من 20% من أراضيها التي سيطرت عليها روسيا منذ اندلاع الحرب، إضافة إلى فرض قيود على الجيش الأوكراني ومنع الانضمام لحلف الناتو؛ وهي شروط ترفضها أوكرانيا منذ بداية الحرب.

وتأتي هذه الضغوط بينما يواجه زيلينسكي وضعًا داخليًا هشًا بعد فضيحة فساد أدت إلى إقالة وزيرين، في وقت تحقق فيه روسيا مكاسب ميدانية. 

ويقول محللون إن إقناع الأوكرانيين باتفاق قد يُنظر إليه كتنازل كبير سيكون مهمة صعبة على الرئيس الأوكراني.

وأكد زيلينسكي، يوم أمس الإثنين، أن التوصل لاتفاق نهائي سيكون عملية معقدة، وأن الهجمات الروسية المستمرة تبقي الشكوك قائمة بشأن إمكانية تحقيق سلام قريب. 

وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن النسخة المعدّلة من خطة السلام يجب أن تعكس روح ونص التفاهمات التي جرى التوصل إليها في قمة ألاسكا، محذرًا من أن أي انحراف عنها سيغيّر الوضع جوهريًا بالنسبة لروسيا.