كشفت صحيفة فاينانشال تايمز عن وصول وزير الجيش الأمريكي دان دريسكول إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي أمس الاثنين، بهدف إجراء جولة محادثات حساسة مع رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية ووفد يمثل الجانب الروسي، في محاولة جديدة لدفع مسار السلام المتعثر بين موسكو وكييف.
وبحسب مصادر مطلعة نقلت عنها الصحيفة، فقد بدأ دريسكول والوفد الروسي جلسات التفاوض مساء الاثنين، في خطوة تعكس تغيرًا واضحًا في وتيرة التحركات الدبلوماسية الأمريكية تجاه الأزمة الأوكرانية.
اتصال مباشر بين واشنطن وموسكو وسط تحفظات أوروبية
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي – طلب عدم الكشف عن هويته – أن دريسكول أجرى بالفعل لقاءات مباشرة مع مسؤولين روس ضمن مبادرة جديدة تقودها إدارة الرئيس دونالد ترامب لإحياء مفاوضات السلام وبلورة اتفاق ينهي الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
ووفقًا للمسؤول، فإن هذه الجولة من المحادثات تأتي بعد جهود مكثفة بذلها مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون خلال الأسابيع الماضية لتقليص فجوة الخلاف حول خطة مقترحة لإنهاء النزاع. وقد اتفق الطرفان على إعادة صياغة المقترح الأمريكي بعد اعتراض كييف وعدد من العواصم الأوروبية التي رأت أن بنوده تميل لصالح موسكو.
بنود الخطة المثيرة للجدل ودوافع الرفض الأوكراني
تتضمن الخطة التي طرحتها واشنطن تنازلات إقليمية إضافية من الجانب الأوكراني، إلى جانب فرض قيود على قدرات الجيش ومنع انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي. وترفض أوكرانيا هذه الشروط منذ بداية الحرب، معتبرة أنها تمثل استسلامًا سياسيًا وعسكريًا لا يمكن القبول به.
كما لم تخفِ الدول الأوروبية تحفظاتها، إذ ترى أن الخطة – بصيغتها الحالية – لا تقدم ضمانات تمنع موسكو من شن هجمات جديدة أو مواصلة سياسة فرض الأمر الواقع على حدودها الغربية.
غموض حول الوفد الروسي وضغوط داخلية على زيلينسكي
أكد المسؤول الأمريكي أن المحادثات ستستمر حتى اليوم الثلاثاء، دون الإفصاح عن أسماء المشاركين في الوفد الروسي. وأشار إلى أن دريسكول من المتوقع أن يعقد لقاءات موازية مع مسؤولين أوكرانيين أثناء وجوده في أبوظبي لبحث الخطوات المقبلة.
يأتي هذا التطور في وقت يواجه فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تراجعًا في شعبيته وحالة من الضعف السياسي عقب فضيحة فساد أدت إلى إقالة وزيرين بارزين في حكومته، في ظل تقدم روسي ملحوظ على عدة محاور في ساحة القتال.
ولم يصدر البيت الأبيض أي تعليق رسمي على المحادثات الجارية أو نتائجها المتوقعة.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض