أكد الدكتور يسري أبو شادي، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق، أن الخطوات الأخيرة في مشروع محطة الضبعة النووية تعد من أبرز التطورات في مجال الطاقة في مصر، حيث تم تركيب وعاء الضغط للوقود في المفاعل النووي، والذي يعتبر من أهم وأغلى أجزاء المحطة.
وأوضح في مداخلة مع الإعلامي سيد علي ببرنامج "حضرة المواطن"، أن تركيب هذا الوعاء قبل الموعد المقرر بحوالي عامين ونصف يثبت الجدية الكبيرة في هذا المشروع الوطني الهام، مشيرًا إلى أن تشغيل المفاعل من المتوقع أن يبدأ في منتصف عام 2028.
التأثيرات الاقتصادية للطاقة النووية على مصر
وفي حوار مع الإعلامي سيد علي، تحدث د. يسري أبو شادي عن أهمية الطاقة النووية لمصر، موضحًا أن الطاقة النووية ستوفر العديد من الفوائد الاقتصادية والبيئية. وقال: "إن المفاعل النووي المصري سيوفر كهرباء ثابتة وعالية الكفاءة، وهو ما سيسهم بشكل كبير في تلبية احتياجات مصر من الطاقة الكهربائية بشكل مستدام". وأضاف أن المفاعل سيعمل بطاقة مستقرة وبدون انقطاع على مدار سنوات، مقارنة بالمحطات الأحفورية التي تعتمد على الوقود الأحفوري مثل الغاز والبترول، والتي تتأثر بتقلبات السوق وأحيانًا السياسات الدولية.
وتابع د. يسري قائلاً: "الوقود النووي يستمر في العمل بالمفاعل لمدة تصل إلى 4 سنوات، بينما يمتد عمر المفاعل نفسه من 60 إلى 70 عامًا، مما يعني أن مصر ستتمكن من الاعتماد على مصدر طاقة طويل الأمد وذو كفاءة عالية، حيث تصل كفاءة الطاقة النووية إلى حوالي 95%"، مقارنةً بذلك، فإن كفاءة المحطات التي تعمل بالوقود الأحفوري قد لا تتجاوز 50%.
الطاقة النووية: وقود منخفض التكلفة ومصادر طاقة مستدامة
وأوضح د. يسري أن الطاقة النووية توفر فوائد اقتصادية ضخمة، حيث أن تكلفة الوقود النووي سنويًا تقدر بحوالي 20-30 مليون دولار، في حين أن تكلفة الوقود الأحفوري قد تصل إلى مليار دولار سنويًا، وقال: "هذا الفارق الكبير في التكلفة يجعل الطاقة النووية خيارًا مثاليًا لمصر والدول النامية، حيث توفر طاقة مستدامة بتكلفة منخفضة نسبيًا مقارنة بالطاقة التقليدية".
مقارنة بين الطاقة النووية والطاقة الشمسية
وبشأن الجدل حول مقارنة الطاقة النووية بالطاقة الشمسية، أكد د. يسري أبو شادي أن الطاقة النووية تتمتع بميزة الاستمرارية على عكس الطاقة الشمسية التي تعتمد على وجود الشمس فقط، وقال: "الطاقة الشمسية مهمة بالتأكيد، ولكنها لا تعمل 24 ساعة في اليوم، وقد لا تصل كفاءتها إلى أكثر من 25% في بعض الحالات، بينما يعمل المفاعل النووي على مدار الساعة طوال أيام السنة".
وأشار إلى أن الطاقة الشمسية والرياح، على الرغم من كونها مصادر طاقة نظيفة، إلا أنها تفتقر إلى القدرة على توفير الطاقة بشكل مستمر ودائم مثل الطاقة النووية، مؤكدا أن مصر بحاجة إلى مصادر طاقة ثابتة ومستمرة، وهو ما توفره الطاقة النووية.
الطاقة النووية: أمان واستدامة للمستقبل
وفيما يتعلق بالأمان النووي، أشار د. يسري إلى أن محطات الطاقة النووية الحديثة مزودة بأنظمة أمان متقدمة للغاية، تضمن سلامتها وتفادي أي مشاكل مشابهة لتلك التي حدثت في حادثة تشيرنوبل، وأكد أن الأمن والسلامة من أولويات المشروع المصري للطاقة النووية، قائلاً: "منذ البداية، تم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان أن المحطة النووية في الضبعة ستكون من بين الأكثر أمانًا في العالم".
أكد د. يسري أبو شادي أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق طاقة نووية آمنة ومستدامة ستساهم بشكل كبير في تطوير الاقتصاد الوطني، مع توفير مصدر طاقة منخفض التكلفة وآمن للأجيال القادمة. وقال: "الطاقة النووية هي الخيار الأكثر جدوى لمصر وللدول النامية في ظل الحاجة المستمرة للطاقة الكهربائية والموارد المستدامة".
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض