حذّر قادة دوليون، السبت، من أن الانقسامات الجيوسياسية تهدد قدرة مجموعة العشرين على معالجة الأزمات الاقتصادية العالمية، وذلك خلال قمة تُعقد في جنوب إفريقيا، وسط غياب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اللقاء.
قادة أوروبا يرفضون خطة أحادية لإنهاء الحرب في أوكرانيا
على هامش القمة، عقد قادة أوروبيون اجتماعات مشتركة مع كندا واليابان لمناقشة خطة ترامب لإنهاء الصراع في أوكرانيا. ووصف القادة الخطة بأنها تحتاج إلى مزيد من العمل، مع التأكيد على ضرورة الحصول على موافقة دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي على بعض بنودها.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال كلمته الافتتاحية: «نواجه صعوبة في حل الأزمات الكبرى معاً حول هذه الطاولة»، محذراً من أن استمرار التصدعات في التعاون الدولي قد يقرب مجموعة العشرين من نهاية دورة فعّالة.
بدوره، شدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على ضرورة إيجاد آليات لاستعادة دور المجموعة في مواجهة التحديات العالمية، بينما أشار رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ إلى انتشار النزعة الأحادية والحمائية، مما يثير التساؤلات حول مستقبل التضامن العالمي.
تأكيد جنوب إفريقيا على دور مجموعة العشرين
في المقابل، حاول الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا التقليل من أهمية غياب ترامب، مؤكداً أن المجموعة تظل منصة محورية للتعاون الدولي، وأن التحديات العالمية لا يمكن حلها إلا عبر الشراكة والتعاون.
وتضم مجموعة العشرين 19 دولة إلى جانب الاتحادين الأوروبي والإفريقي، وتمثل 85% من الناتج الاقتصادي العالمي وثلثي سكان العالم.
سلام عادل ومقاطعات دولية
تأثرت القمة بمقاطعة الولايات المتحدة، كما غاب الرئيس الصيني شي جين بينغ وحل محله لي تشيانغ، وأوفدت موسكو المستشار ماكسيم أورشكين بدل الرئيس فلاديمير بوتين المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية.
وأقرّ القادة الحاضرون إعلان القمة الذي شمل ملفات المناخ والطاقة واستدامة الديون واتفاق المعادن الحيوية، مع الدعوة لتحقيق سلام عادل في أوكرانيا، الكونغو، السودان، والأراضي الفلسطينية المحتلة.
اعتراضات ومباحثات خاصة حول أوكرانيا
اعترض وزير خارجية الأرجنتين على صياغة بعض القضايا الجيوسياسية، خصوصاً ما يتعلق بالصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، لكن رامافوزا أكّد أن ذلك لم يعرقل اعتماد الإعلان.
وعقد قادة أوروبا، بما فيهم ستارمر وماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، اجتماعاً لمناقشة خطة ترامب بشأن أوكرانيا، وأصدر المشاركون بياناً مشتركاً وصفوا فيه الخطة الأمريكية بأنها مسودة تحتوي على عناصر مهمة لكنها تحتاج لمزيد من العمل.
القمة المقبلة في الولايات المتحدة
رغم مقاطعتها القمة الحالية، تعتزم الولايات المتحدة استضافة قمة العشرين المقبلة عام 2026 في أحد نوادي الغولف المملوكة لترامب في فلوريدا، حيث ستكتفي واشنطن بإرسال القائم بالأعمال لحضور مراسم التسليم.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض