وزارة الري: إثيوبيا تدير سد النهضة بشكل عشوائي يؤثر سلباً على مصر والسودان


الجريدة العقارية السبت 22 نوفمبر 2025 | 09:09 مساءً
آخر أخبار سد النهضة الإثيوبي
آخر أخبار سد النهضة الإثيوبي
محمد فهمي

أكد المهندس محمد غانم، المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري، أن إثيوبيا ما زالت تقوم بتصرفات عشوائية في إدارة وتشغيل سد النهضة على النيل الأزرق، مشيرًا إلى أن هذه التصرفات تؤثر بشكل سلبي على مجرى نهر النيل وعلى هيدرولوجيا النهر بالكامل.

وأوضح غانم في مداخلة خلال برنامج "على مسؤوليتي" مع الإعلامي أحمد موسى، أن إثيوبيا تدير السد دون أي تشاور مع دولتي المصب، مصر والسودان، الأمر الذي يتسبب في عشوائية كاملة في إدارة السد، ما يؤدي إلى مشكلات كبيرة.

 وأضاف أن الإجراءات الإثيوبية غير المنظمة تؤدي إلى رفع منسوب المياه في السد بشكل مفاجئ، ثم يتم إغلاق مفيض الطوارئ مرة أخرى، مما يفاقم الوضع ويؤثر بشكل خاص على السدود السودانية التي تعاني من سعة تخزينية محدودة.

وقال غانم إن الطريقة الطبيعية لإدارة سد بهذا الحجم هي تخزين المياه بشكل تدريجي خلال العام المائي ثم صرفها بمعدلات متوازنة لإنتاج الكهرباء، لكنه أشار إلى أن إثيوبيا لا تقوم بذلك، بل تخزن المياه بشكل مفاجئ، ثم تقوم بإطلاقها بطريقة عشوائية، وهو ما ينم عن غياب خطة علمية واضحة لإدارة السد.

وفيما يتعلق بإنتاج الكهرباء، قال غانم إن إثيوبيا لم تنجح حتى الآن في إنتاج الكهرباء بشكل مستمر كما كان مقرراً عند بناء السد، موضحاً أن إدارة السد بهذه الطريقة العشوائية تؤثر سلباً على دولتي المصب، وبالأخص على السودان، التي تفتقر إلى المرونة الكافية للتعامل مع هذه التصرفات العشوائية، موضحا  أن إجراءات التخزين العشوائي تزيد من الضغوط على السودان بسبب قرب السدود السودانية من الحدود الإثيوبية.

وأكد المتحدث باسم وزارة الري أن مصر تتابع كل الإجراءات الإثيوبية عن كثب، وذلك من خلال لجنة إيراد النهر في وزارة الموارد المائية والري، بقيادة الدكتور هاني سويلم، وأشار إلى أن الدولة المصرية على دراية تامة بكل ما يحدث في أعالي النيل، وأنه تم اتخاذ كافة التدابير اللازمة للتعامل مع هذه التصرفات الإثيوبية الأحادية، مع التأكيد على أن مصر قادرة على مواجهة أي تهديدات مائية.

وفيما يخص مفيض توشكى، قال غانم إنه تم فتح المفيض اليوم، ضمن إجراءات إدارة المنظومة المائية في مصر، مع إيقاف أعمال التطوير الجارية في المفيض، لضمان التعامل مع أي تصرفات مائية عشوائية قد تقوم بها إثيوبيا خلال الفترة القادمة، وأضاف أنه تم فتح المياه في مفيض توشكى بهدف تحقيق اتزان للمنظومة المائية واستيعاب أي تصرفات مائية مفاجئة قد تأتي من السد الإثيوبي.

وأجاب غانم على تساؤلات الإعلامي أحمد موسى عن كيفية الاستفادة من المياه المخزنة في مفيض توشكى، حيث أوضح أن الهدف الرئيسي للمفيض هو إحداث اتزان في المنظومة المائية، حيث يتم صرف المياه من بحيرة السد العالي بحسابات فنية دقيقة، لتوجيه الكميات المخصصة لكل منطقة، وأكد أن الوزارة حريصة على الاستفادة المثلى من كل نقطة مياه في مصر، وتقوم بكل الإجراءات الفنية لضمان أن المياه يتم إطلاقها بشكل يتناسب مع احتياجات الزراعة وغيرها من الاستخدامات.

وأشار غانم إلى أن وزارة الري تتابع بكل دقة كميات المياه التي يتم إطلاقها وتوزيعها على مختلف المناطق في مصر، مشدداً على ضرورة أن يتحلى المواطنون بالثقة في الحكومة، وعدم الاستماع إلى معلومات مغلوطة أو غير دقيقة يتم تداولها حول المياه.

وفيما يخص حجز المياه من قبل إثيوبيا، قال غانم إنه يوجد تذبذب في منسوب المياه في بحيرة السد الإثيوبي، حيث تراوحت المستويات من 640 متر إلى 625 متر، ثم تم رفعه مرة أخرى إلى 640 متر، مشيراً إلى أن هذا التذبذب يؤدي إلى حجز ما يقرب من 70 مليار متر مكعب من المياه، وهو ما يساهم في زيادة المخاطر الناجمة عن تصرفات إثيوبيا العشوائية.

وعن الرقم الذي ذكره الدكتور عباس شراقي في وقت سابق بشأن حجز 100-110 مليار متر مكعب من المياه، قال غانم إن هذا الرقم لا يمكن تحليله بهذه الطريقة، لافتاً إلى أن الحصة المائية لمصر ثابتة ولا جدال حولها، ولكن ما يعنينا في هذه المرحلة هو الآثار السلبية لهذه التصرفات العشوائية على دولتي المصب.

وأختتم غانم حديثه بالتأكيد على أن مصر هي الدولة الوحيدة القادرة على التعامل مع التصرفات الإثيوبية من خلال الإجراءات الفنية الدقيقة التي تقوم بها وزارة الموارد المائية والري، مؤكداً أن مصر مستعدة تماماً للتعامل مع أي تطورات في هذا الشأن.