تصعيد عسكري أمريكي قبالة فنزويلا مع اقتراب إدراج «كارتل دي لوس سوليس» كمنظمة إرهابية


الجريدة العقارية السبت 22 نوفمبر 2025 | 10:38 صباحاً
تصعيد عسكري أمريكي قبالة فنزويلا مع اقتراب إدراج «كارتل دي لوس سوليس» كمنظمة إرهابية
تصعيد عسكري أمريكي قبالة فنزويلا مع اقتراب إدراج «كارتل دي لوس سوليس» كمنظمة إرهابية
وكالات

شهدت المنطقة القريبة من السواحل الفنزويلية أكبر عرض للقوة العسكرية الأمريكية حتى الآن، وذلك قبل ساعات من الموعد المقرر الذي تعلن فيه الولايات المتحدة قرارها بشأن تصنيف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وعدد من مسؤولي حكومته كأعضاء في «منظمة إرهابية أجنبية»، والمقصود بها «كارتل دي لوس سوليس» التي تتهم واشنطن مادورو بالانتماء إليها.

التحرك العسكري الأمريكي الكثيف جاء في لحظة وصفها مراقبون بأنها الأكثر حساسية في مسار التوترات بين البلدين، حيث تحاول الولايات المتحدة زيادة الضغط على حكومة كاراكاس عبر الجمع بين الإجراءات القانونية الصارمة واستعراض القدرات الجوية والبحرية.

تحركات عسكرية واسعة قرب السواحل الفنزويلية

رُصدت ست طائرات عسكرية أمريكية على الأقل يوم الخميس الماضي وهي تحلق لساعات في الأجواء القريبة من فنزويلا، وفق مراجعات لبيانات طيران مفتوحة المصدر. وتضمنت القوة الجوية:

مقاتلة F/A-18E الأسرع من الصوت

قاذفة استراتيجية من طراز B-52

طائرات استطلاع متقدمة

طائرة RC-135 Rivet Joint المزودة بقدرات استخباراتية عالية

وجاء في بيان لقيادة القوات الجوية الأمريكية الجنوبية أن هذه التحركات تندرج ضمن «استعراض هجوم بالقاذفات» يهدف إلى ردع الأنشطة غير المشروعة، في إشارة إلى عمليات تهريب تتهم واشنطن شبكات مرتبطة بفنزويلا بإدارتها.

انطلقت مقاتلة F/A-18E من حاملة الطائرات USS Gerald Ford التي وصلت حديثاً إلى البحر الكاريبي، بينما حلقت طائرات الاستطلاع قرب الحدود الشرقية لفنزويلا في مسارات دائرية لعدة ساعات.

خيارات عسكرية موسعة رغم عدم إجازة "القوة القاتلة"

ورغم أن تصنيف «كارتل دي لوس سوليس» كمنظمة إرهابية أجنبية لا يجيز استخدام القوة القاتلة بشكل صريح، إلا أن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أكدوا أن هذه الخطوة ستتيح لواشنطن «خيارات موسعة» في التعامل مع فنزويلا، بما في ذلك تنفيذ ضربات محددة داخل البلاد إذا اقتضت الحاجة.

وقال وزير الدفاع بيت هيجسيث إن التصنيف المرتقب «سيمنح الوزارة أدوات إضافية لتقديم خيارات للرئيس»، في إشارة إلى خيارات عسكرية قد تتجاوز إطار الردع التقليدي.

ترامب: منفتح على الحوار رغم التصعيد

وعلى الرغم من الوجود العسكري المتزايد، ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أنه قد يكون منفتحاً على حل دبلوماسي، مضيفاً أنه سيجري اتصالاً مع مادورو «في المستقبل القريب»، دون أن يكشف عن مضمون الحديث الذي ينوي طرحه.

وتشير مصادر إلى أن محاولات الحوار السابقة التي قادها المبعوث الخاص ريتشارد جرينيل توقفت الشهر الماضي، بينما استمرت واشنطن في تعزيز وجودها العسكري قرب فنزويلا منذ منتصف أكتوبر عبر عمليات تدريب مشتركة بين القاذفات الاستراتيجية وطائرات B-1 الثقيلة الأسرع من الصوت، مع اقتراب متكرر من السواحل الفنزويلية.

التصنيف الإرهابي… خطوة تضييق غير مسبوقة على مادورو

تعتبر الولايات المتحدة «كارتل دي لوس سوليس» إحدى أخطر الشبكات المتهمة بالضلوع في تهريب واسع النطاق. ومن شأن إدراجها على قائمة «المنظمات الإرهابية الأجنبية» منع تقديم أي دعم مادي لها، وحظر دخول أعضائها إلى الولايات المتحدة.

وتشير وثائق رسمية إلى أن إدارة ترامب أخطرت الكونغرس منتصف نوفمبر ببدء العد التنازلي نحو تطبيق القرار، دون أن تُسجّل اعتراضات من النواب لعرقلة الخطوة.

ضغوط متصاعدة وتدريبات قرب كاراكاس ومارجريتا

استمرت القوات الأمريكية لأسابيع في تنفيذ تدريبات جوية وبحرية قرب فنزويلا، شملت اقتراب القاذفات الثقيلة من شمال العاصمة كاراكاس ومحيط جزيرة مارجريتا، وهي المنطقة التي أجرت فيها القوات الفنزويلية عمليات تدريب برمائي الشهر الماضي.

ووفق مصادر إعلامية، تم اطلاع الرئيس الأمريكي عدة مرات خلال نوفمبر على «خيارات متنوعة» لضرب منشآت عسكرية وحكومية داخل فنزويلا، في حال اتخذ القرار السياسي النهائي بالمضي نحو تصعيد أكبر.