الرئيس اللبناني: يجب تجهيز مرافئ البلاد لمواكبة المشاريع المقترحة للمنطقة ومنها الخط الذي يربط الهند بالسعودية

افتتح رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون جلسة مجلس الوزراء بتأكيد أهمية المؤتمرات الدولية التي يحتضنها لبنان في هذه المرحلة، مشيدًا بدور الوزارات في تنظيمها وإنجاحها، ومعتبرًا أن المشاركة العربية، وخصوصًا السعودية، تشكّل دعمًا معنويًا وسياسيًا للبنان في مرحلة حساسة.

إشادة بالمؤتمرات الدولية ودور الوزراء

أوضح الرئيس عون أن ما يتحقّق من نشاطات دولية يمثل ردًا عمليًا على الذين يسعون إلى تشويه صورة البلاد، معتبرًا أن العمل الحكومي يواجه ثلاثة أنواع من المعارضين: من يرفض العمل أصلًا، ومن يتمنى القيام بعمل غيره، ومن يتعمّد العمل بعكس الاتجاه المطلوب. وأكد أن الجهود الوزارية والإنجازات المحققة واضحة للناس، رغم محاولات البعض التقليل من أهميتها.

استشهاد عسكريين خلال ملاحقة تجار المخدرات

وتوقف الرئيس عون عند العملية الأمنية الأخيرة التي نفذها الجيش اللبناني خلال ملاحقة تجار المخدرات، والتي أدت إلى استشهاد عنصرين من الجيش ومقتل أحد التجار وعدد ممن كانوا معه، إضافة إلى توقيف آخرين، لافتًا إلى مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والممنوعات. وشدد على أن هذه المواجهات لن تثني الجيش والأجهزة الأمنية عن متابعة مكافحة هذه الآفة الخطيرة التي تهدد المجتمع.

مشروع ربط بيروت والبقاع وطرابلس بخطوط السكك الحديد

وفي الشق التنموي، كشف الرئيس عون عن تسلّمه دراسة جديدة من المديرية العامة لسكك الحديد والنقل المشترك تتضمن مشروع ربط بيروت بالبقاع وبطرابلس عبر القطار، بما يشمل الجدوى المالية والاقتصادية للمشروع. واعتبر أن هذه الدراسة تمثل خطوة استراتيجية قد تنقل لبنان إلى مرحلة جديدة على صعيد النقل العام، خصوصًا في ظل المشاريع الإقليمية الكبرى، مثل مشروع الربط بين الهند والمملكة العربية السعودية.

الاستعداد للمشاريع الإقليمية عبر تحديث المرافئ والمطارات

وأكد رئيس الجمهورية أهمية التحضير الفعلي لمواكبة هذه التطورات، من خلال رفع جاهزية المرافئ اللبنانية ومطار رفيق الحريري الدولي ومطار رينه معوض في القليعات، منعًا لتأخر لبنان عن الاستفادة من التحولات الاقتصادية واللوجستية التي تشهدها المنطقة.

الاستقلال المقبل بلا أراضٍ محتلة… وتكريم شهداء الطفولة في طرابلس

وفي سياق الحديث عن مناسبة الاستقلال، أعرب الرئيس عون عن أمنيته بأن يأتي العيد المقبل وقد استعاد لبنان كامل أراضيه. وأوضح أنه تقرّر عدم إقامة عرض عسكري أو احتفالات هذه السنة بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، مع الالتزام بتكريم رجالات الاستقلال وفق التقليد السنوي.

وكشف عن وجود ضريح في طرابلس يضم رفات أربعة عشر طفلًا استشهدوا خلال تظاهرة ضد الانتداب للمطالبة بالاستقلال، مشددًا على ضرورة تكريمهم وإعادة إدراج ذكراهم في الوجدان الوطني، مؤكدًا أنه سيذكرهم في الكلمة التي سيوجهها إلى اللبنانيين.

انتقادات دبلوماسية لغياب التنسيق… ودعوة لضبط العمل الخارجي

وتناول الرئيس عون شكاوى عدد من السفراء الذين أكدوا غياب التنسيق بين بعض الوفود الرسمية اللبنانية وسفارات لبنان في الخارج خلال الزيارات الرسمية. ودعا الوزراء والجهات المعنية إلى الالتزام بالتنسيق الكامل مع السفراء، لافتًا إلى أنه يحرص شخصيًا على ذلك خلال زياراته الخارجية، بالنظر إلى الدور المحوري الذي يؤديه السفير في أي دولة.

التحضير للزيارة المرتقبة للبابا

وختم الرئيس عون بالإشادة بالجهود المبذولة لإنجاح الزيارة المرتقبة لقداسة البابا إلى لبنان، مؤكدًا أن هذا الحدث الوطني يتطلب مشاركة جميع المؤسسات والهيئات، خصوصًا أن لبنان سيكون أولى محطاته خارج الفاتيكان بعد زيارته تركيا المناسبة لفعالية دينية.