لماذا لا يشعر الأمريكيون بانخفاض التضخم؟ 5 بنود رئيسية تضغط على ميزانيات الأسر الأمريكية


الجريدة العقارية الخميس 20 نوفمبر 2025 | 02:03 مساءً
لماذا لا يشعر الأمريكيون بانخفاض التضخم؟ 5 بنود رئيسية تضغط على ميزانيات الأسر الأمريكية
لماذا لا يشعر الأمريكيون بانخفاض التضخم؟ 5 بنود رئيسية تضغط على ميزانيات الأسر الأمريكية
وكالات

رغم التراجع الكبير في معدلات التضخم في الولايات المتحدة مقارنة بذروة ما بعد الجائحة، يؤكد ملايين الأمريكيين أن الضغوط المعيشية أصبحت أشد من السابق، وأن الفواتير اليومية باتت تستنزف دخولهم بشكل متزايد. وبينما يبتعد معدل التضخم كثيراً عن ذروته البالغة 9.1% في يونيو 2022، تظل الأسعار في نظر المواطن الأمريكي مرتفعة بصورة تُثقل كاهل الميزانية، وفق استطلاعات رأي حديثة.

وتكشف بيانات ومسوح محلية عن استمرار تصدّر التضخم قائمة المخاوف الاقتصادية للأمريكيين، رغم مؤشرات التراجع الرسمي. في هذا التقرير، نستعرض أبرز خمسة بنود إنفاق رئيسية يشعر المواطن الأمريكي بأنها أصبحت غير محتملة مقارنة بالسنوات الأخيرة.

أولاً: الغذاء… ارتفاع تراكمي يرهق الأسر أكثر من أي وقت مضى

تشير استطلاعات الرأي إلى أن نصف الأمريكيين تقريباً يواجهون صعوبة أكبر في شراء احتياجاتهم من البقالة مقارنة بالعام الماضي، بينما يقول 19% فقط إن الأسعار تحسّنت. أما ثلث المستهلكين، فلم يلحظوا تغييراً يُذكر.

ورغم أن معدل الزيادة السنوية لأسعار البقالة لم يتجاوز 2.7% في سبتمبر 2025، فإن الارتفاع التراكمي منذ بداية 2022 يصل إلى أكثر من 18%، وهو ما يجعل الأثر الفعلي على ميزانيات الأسر أشد بكثير مما تعكسه الأرقام السنوية.

وتوضح أبحاث جامعة فلوريدا أن المتسوق يقارن الأسعار بما كانت عليه قبل سنوات وليس عاماً واحداً فقط، وهو ما يعزز الشعور بتفاقم تكلفة الغذاء. ووفق بيانات جامعة بيردو، ارتفعت نسبة الأسر الأمريكية التي تعاني انعدام الأمن الغذائي إلى 14% خلال عام 2025 مقارنة بـ 12.5% في 2024.

ثانياً: السكن… تكلفة تفوق التوقعات وتبتعد عن متناول ملايين المواطنين

السكن بات محور الأزمة المعيشية الأكثر إلحاحاً، إذ يؤكد ثلاثة أرباع الأمريكيين أن تكاليفه تجاوزت توقعاتهم في السنوات الأخيرة.

لشراء منزل نموذجي في الولايات المتحدة اليوم، يحتاج الفرد إلى دخل سنوي يناهز 121,400 دولار، بينما يبلغ متوسط الدخل الفعلي نحو 84 ألف دولار فقط، بحسب تقديرات الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا.

وترجع أزمة السكن إلى أسباب هيكلية، أبرزها:

انخفاض بناء المنازل بعد أزمة 2008

موجة شراء كثيفة خلال فترة أسعار الفائدة المنخفضة أثناء الجائحة

حاجة السوق إلى 4 ملايين منزل إضافي لتلبية الطلب، وفق تقديرات غولدمان ساكس

وعلى الرغم من التراجع الطفيف في الأسعار خلال 2025، فإن المنازل لا تزال تُباع بأكثر من 25% فوق مستويات 2019، فيما تضاعفت تكلفة الرهن العقاري مقارنة بأدنى مستويات الجائحة.

ثالثاً: رعاية الأطفال… بند يلتهم الدخل بوتيرة متصاعدة

تجاوز متوسط تكلفة رعاية الطفل الواحد في الولايات المتحدة 13 ألف دولار سنوياً في 2024، ما يمثل زيادة بنحو 30% مقارنة بعام 2020، وفقا لمنظمة «التوعية برعاية الطفل بأمريكا».

وبحسب وزارة العمل الأمريكية، تنفق الأسر بين 9% و16% من متوسط دخلها على خدمات رعاية الأطفال بدوام كامل، وهو معدل يفوق كلفة المواد الغذائية أو الإيجار لدى بعض الأسر.

ويرجع الارتفاع الكبير في هذا القطاع إلى نقص العاملين في مجال التعليم المبكر، وفق تصريحات منظمات داعمة للأسَر الأمريكية.

رابعاً: الرعاية الصحية… فواتير ترتفع مع شيخوخة السكان وتكلفة العلاجات

تكاليف الرعاية الصحية شهدت ارتفاعات متواصلة، سواء في أقساط التأمين أو العلاجات الجديدة أو الخدمات الطبية اللازمة لكبار السن، بحسب شركة ميرسر الاستشارية.

وكانت قضية التأمين الصحي محور أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، إذ ضغط مشرعون لتمديد الدعم المقدم لـ 22 مليون مواطن. ومع انتهاء الإغلاق دون اتفاق، سترتفع أقساط التأمين للأسر منخفضة ومتوسطة الدخل إلى 1904 دولارات في 2026 مقارنة بـ 888 دولاراً فقط في 2025، وفق تقديرات مؤسسة KFF.

خامساً: تكاليف المرافق… زيادات إضافية تثقل الفواتير الشهرية

تدفع الأسر الأمريكية حالياً متوسط 265 دولاراً شهرياً مقابل خدمات المرافق، بزيادة قدرها 12% خلال عام واحد، وفق تقرير صادر عن مؤسسة سينشري بالتعاون مع مجموعات حماية حقوق المقترضين.

وحتى مع ترشيد استهلاك الكهرباء، تبقى فواتير المستهلكين مرتفعة بسبب «رسوم التوصيل» التي تفرضها الشركات مقابل نقل الكهرباء من محطات التوليد إلى المنازل، وهي رسوم ثابتة لا يمكن تفاديها.