دعا وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، الشركات الصناعية والتعدينية الأمريكية إلى اغتنام الفرص الاستثمارية الواعدة في المملكة، والاستفادة من الحوافز والممكنات التي تقدمها السعودية لتسهيل رحلتها الاستثمارية في مختلف مراحلها.
جاءت هذه الدعوة خلال رئاسة الخريف اجتماع الطاولة المستديرة مع كبرى الشركات الصناعية والتعدينية الأمريكية، حيث أكد أن منظومة الصناعة والثروة المعدنية في المملكة تركز على استقطاب الاستثمارات النوعية وتعزيز بيئة محفزة للمستثمرين، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية "واس".
الاستثمار في الصناعة والتعدين ركيزة لتنويع الاقتصاد السعودي
تعول المملكة على قطاعي الصناعة والتعدين للمساهمة في تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط، ضمن إطار "رؤية السعودية 2030"، وأطلقت العديد من المبادرات والمحفزات لجذب الشركات العاملة في هذه القطاعات.
ووفق تقرير "رؤية السعودية 2030" لعام 2024، شهدت الاستثمارات في الصناعة والتعدين نموًا ملحوظًا؛ إذ ارتفع عدد المنشآت الصناعية من 7200 منشأة عام 2016 إلى 12 ألف منشأة، فيما قفزت الاستثمارات الصناعية من 963 مليون ريال في 2020 إلى 26.8 مليار ريال في 2024.
كما نجحت عمليات الاستكشاف والتنقيب في رفع القيمة التقديرية للثروة المعدنية من 4.9 تريليون ريال عام 2016 إلى 9.4 تريليون ريال بنهاية 2024، مع استثمارات تراكمية إضافية تصل إلى نحو 1.5 تريليون ريال، فيما ارتفع عدد المناجم في المملكة إلى 215 منجماً مقابل 167 في 2021.
1300 شركة أمريكية في السوق السعودي وفرص التوسع
استعرض وزير الصناعة السعودي أمام المستثمرين الأمريكيين المزايا التنافسية لبيئة الاستثمار في المملكة، بما في ذلك القدرات البشرية المؤهلة، الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط بين ثلاث قارات، وفرة الموارد الطبيعية، أسعار الطاقة التنافسية، والبنية التحتية المتطورة، بالإضافة إلى المدن الصناعية الحديثة.
وأشار الخريف إلى متانة الروابط الاقتصادية بين السعودية والولايات المتحدة، التي انعكست على نمو الشراكات الاستثمارية النوعية، وزيادة عدد الشركات الأمريكية العاملة في المملكة إلى 1300 شركة. كما عقد الوزير اجتماعات ثنائية مع عدد من قادة الشركات، ركزت على فرص التوسع في التصنيع والتصدير، ومبادرات توطين الصناعات عالية القيمة، وأهمية الاستثمار في المعادن الحرجة لتعزيز مرونة سلاسل الإمداد العالمية.
اتفاقيات استراتيجية لتعزيز التعاون الصناعي والمعدني
تأتي تصريحات الخريف على هامش زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن، حيث التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وتم توقيع عدة اتفاقيات أبرزها الإطار الإستراتيجي للشراكة في تأمين سلاسل الإمداد لليورانيوم والمعادن والمغانط الدائمة والمعادن الحرجة.
ويهدف هذا الإطار إلى تنسيق الاستراتيجيات الوطنية لتنويع سلاسل إمداد المعادن الحرجة، وتطوير سلاسل توريد موثوقة للصناعات المستقبلية المرتبطة بالطاقة المتقدمة والتقنيات النظيفة، بما يتيح الاستثمار المتبادل في هذا القطاع الحيوي، ويعزز تطوير مشروعات مشتركة بين البلدين.
آفاق مستقبلية للاستثمار الصناعي والتعديني في السعودية
تسعى المملكة من خلال هذه المبادرات إلى جذب الاستثمارات النوعية وتوسيع فرص التعاون مع الشركات الأمريكية في قطاعات الصناعة والتعدين، بما يساهم في تحقيق أهداف رؤية 2030، وتنويع الاقتصاد، وزيادة فرص العمل، وتعزيز مكانة السعودية كمركز إقليمي وجاذب للاستثمارات في الصناعات الاستراتيجية والمعادن الحرجة.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض