ارتفاع أسعار النفط بعد استئناف التحميل في نوفوروسيسك رغم الضغوط والعقوبات الغربية

شهدت أسواق الطاقة العالمية ارتفاعًا في أسعار النفط خلال تعاملات الثلاثاء 18 نوفمبر، بعدما هدأت المخاوف المرتبطة بالإمدادات عقب عودة عمليات التحميل في أحد أهم الموانئ الروسية المخصصة للتصدير، وذلك بعد توقف مؤقت نتيجة هجوم أوكراني بطائرات مسيّرة وصواريخ. وتأتي هذه التطورات في وقت يواصل فيه المتعاملون دراسة تأثير العقوبات الغربية على تدفقات النفط الروسي ومستقبل صادراته.

ارتفاع أسعار الخام وسط تحسن توقعات الإمدادات

اختتم خام برنت تعاملات الثلاثاء على ارتفاع بلغ 68 سنتًا بنسبة 1%، ليصل سعر البرميل إلى 64.88 دولار.

كما صعد الخام الأميركي بنحو 83 سنتًا أو 1.39%، مسجلاً 60.74 دولار للبرميل عند التسوية.

هذا التحسن جاء في أعقاب تقارير أكدت استئناف عمليات التحميل في ميناء نوفوروسيسك بشكل أسرع من المتوقع، ما خفّف من الضغوط التي أثارها توقف الصادرات خلال اليومين السابقين.

استئناف عمليات ميناء نوفوروسيسك بعد هجوم أوكراني

عاد الميناء الروسي الواقع على البحر الأسود إلى العمل الأحد الماضي بعد تعليق دام يومين إثر هجوم أوكراني بطائرات مسيّرة وصواريخ استهدف منشآت التصدير. وأظهرت بيانات قطاعية أن عمليات التحميل استؤنفت بالكامل، وهو ما ساعد في تهدئة المخاوف المتعلقة بتراجع الإمدادات في الأسواق العالمية.

وتُعد صادرات ميناء نوفوروسيسك ومحطة كونسورتيوم خط أنابيب بحر قزوين المجاورة مصدرًا لنحو 2.2 مليون برميل يوميًا، أي ما يعادل نحو 2% من الإمدادات العالمية. وقد تسبب توقفها المؤقت الجمعة الماضية في ارتفاع الأسعار بأكثر من 2% خلال يوم واحد.

العقوبات الغربية تضغط على صادرات موسكو

تزامن تحسن الإمدادات مع تركيز الأسواق على التأثيرات طويلة المدى للعقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة على شركات الطاقة الروسية.

ووفق وزارة الخزانة الأميركية، فإن العقوبات المفروضة في أكتوبر على شركتي «روسنفط» و«لوك أويل» بدأت بالفعل في تقليص إيرادات موسكو النفطية، مع توقعات بأن تؤدي إلى تراجع تدريجي في أحجام الصادرات خلال الفترة المقبلة.

وأوضح بحث صادر عن مؤسسة «إيه إن زي» أن خام روسيا بدأ يُتداول بخصومات واضحة مقارنة بالمؤشرات العالمية، وهو ما يعكس الضغوط المتزايدة على منافذ التصدير.

مخاوف السوق من تراكم النفط على الناقلات

أشار فيفيك دهار، استراتيجي السلع في «كومنولث بنك أستراليا»، إلى أن الأسواق تتابع عن كثب تأثير المخاطر المرتبطة بخرق العقوبات، خاصة في ظل تراكم الشحنات على الناقلات مع تردد المشترين.

ورغم ذلك، أكد دهار أن روسيا أظهرت مرونة كبيرة في تجاوز العقوبات خلال السنوات الماضية، متوقعًا أن تكون أي اضطرابات ناتجة عن العقوبات الأميركية مؤقتة.

الموقف الأميركي وتشديد محتمل للعقوبات

وفي سياق متصل، أكد مسؤول كبير في البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستعد لتوقيع تشريع جديد يفرض عقوبات إضافية على روسيا، شرط الحفاظ على السلطة التنفيذية في كيفية تطبيقها.

وصرّح ترامب أن الجمهوريين يعملون على مشروع قانون لفرض عقوبات على أي دولة تتعامل مع موسكو، مع احتمال إدراج إيران ضمن هذه الحزمة أيضًا.