أمطار الميثان على قمر تيتان.. اكتشاف مذهل يكشف أسرار كوكب زحل

أعلنت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" عن رصد ظاهرة أمطار في الفضاء، لكن المفاجأة كانت أن هذه الأمطار ليست مياه، بل الميثان السائل، ما يجعل هذا الاكتشاف أحد أغرب الظواهر المناخية في المجموعة الشمسية.

تلسكوب جيمس ويب يكشف الحقيقة وراء الأمطار الغريبة

تمكن تلسكوب جيمس ويب الفضائي من رصد الأمطار على سطح "تيتان"، أكبر أقمار زحل، والتي بدت في البداية شبيهة بالمياه. وأوضح العلماء أن هذه الأمطار مكونة من الميثان السائل، الذي يلعب دور الماء على الأرض: يتبخر، يشكّل سحباً، ثم يهطل مطراً. إلا أن درجات الحرارة على تيتان تصل إلى نحو 179 درجة مئوية تحت الصفر، ما يجعل هذه الدورة المناخية أكثر غرابة وإثارة للدهشة.

الألوان الغامضة لسطح تيتان وعلوم الأشعة تحت الحمراء

أظهرت صور حديثة لتيتان قمر زحل وكأنه يضيء بلون أخضر غامض، ما أثار تساؤلات حول طبيعة التفاعلات الكيميائية هناك.

وفسّر العلماء السبب وراء هذا اللون بأنه نتيجة تقنية التصوير بالأشعة تحت الحمراء التي تعتمدها ناسا، حيث يتم تحويل الألوان غير المرئية إلى ألوان يمكن رؤيتها بالعين المجردة. ولو تمكّن الإنسان من الوقوف على سطح تيتان، لكان المشهد يبدو بلون برتقالي بسبب النيتروجين والضباب العضوي.

تيتان: نسخة غريبة من الأرض

يشبه قمر تيتان الأرض في جوانب عدة، فهو يحتوي على بحيرات وأنهار ومحيطات، لكنها جميعها مملوءة بالميثان والإيثان بدلاً من الماء. هذه الخصائص الفريدة تجعل تيتان هدفًا رئيسيًا لبعثات الاستكشاف، أبرزها مهمة "دراغون فلاي" التي تخطط ناسا لإطلاقها نهاية هذا العقد لدراسة سطح القمر عن قرب وفهم تكوينه المناخي والتضاريسي.

الأمطار الميثانية وتأثيرها على تضاريس تيتان

لا تقتصر أهمية الأمطار الميثانية على غرابتها فحسب، بل تمتد لتشكيل التضاريس على سطح تيتان منذ آلاف السنين. فالتدفقات والأنهار الميثانية حفرت قشرة القمر الجليدية، مانحة العلماء فرصة فريدة لدراسة العمليات الجيولوجية في بيئات مختلفة عن الأرض، ما يعزز فهمنا لكوكب الأرض وما وراءه.