توقعات الفيدرالي تهز الأسواق.. الذهب يخسر 2%

قال ميشال صليبي، خبير أسواق المال، إن أسعار الذهب سجلت تراجعًا يقارب 2% بعد تصريحات متشددة من أعضاء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، موضحًا أن هذه التراجعات ترتبط بتعديل توقعات أسعار الفائدة لشهر سبتمبر، بعد أن شهد مطلع الأسبوع ارتفاعات قوية نتيجة توقعات بخفض الفائدة في اجتماع ديسمبر.

وأشار صليبي في مداخلة مع قناة العربية بيزنيس، إلى أن التقلبات في أسعار الذهب طبيعية في ظل التغيرات الاقتصادية والسياسية، حيث تتأثر السوق بإغلاق الحكومة الأمريكية وعدم وضوح البيانات الاقتصادية، خصوصًا المتعلقة بسوق الوظائف، والتي تعتبر المؤشر الأساسي لقرارات الفيدرالي. 

وأضاف أن العوامل الأساسية التي دعمت الذهب على مدى العامين الماضيين لا تزال موجودة، مما يعني استمرار الزخم الإيجابي على المدى الطويل، رغم التذبذبات الحالية المرتبطة بتطورات الفائدة والإغلاق الحكومي.

وعن تأثير تثبيت أسعار الفائدة على الذهب، أشار صليبي إلى أن هناك احتمالية بنسبة 50% بعدم خفض أسعار الفائدة في ديسمبر، ما قد يؤدي إلى مزيد من التراجعات للذهب على المدى القصير، لكنه أكد أن السياسات النقدية الأمريكية ستظل داعمة للذهب على المدى الطويل حتى لو تأخر خفض الفائدة.

أما بالنسبة للدولار الأمريكي، فلفت صليبي إلى أنه شهد قوة خلال الأسبوع الماضي رغم التوقعات بخفض أسعار الفائدة، مشيرًا إلى أن ارتفاع الدولار جاء نتيجة ضعف العملات الأخرى مثل اليورو والجنيه الاسترليني والين الياباني، وليس لقوة الدولار حصريًا. وتوقع استمرار تراجعات الدولار مقابل العملات الأخرى على المدى المتوسط، رغم أي ارتفاعات قصيرة المدى.

وحول صعود الفرنك السويسري، أوضح صليبي أنه يعتبر ملاذًا آمنًا للعملات، لا سيما في ظل ضعف اليورو والاقتصادات الأوروبية الأخرى، بالإضافة إلى تأثيرات التوترات السياسية والتجارية بين الولايات المتحدة وسويسرا، مما عزز الطلب على الفرنك وحافظ على قوته خلال الفترة الأخيرة.

واختتم ميشال صليبي تصريحه بالتأكيد على أن الأسواق المالية ستستمر في مواجهة تقلبات مرتبطة بالسياسات الأمريكية وأسعار الفائدة، مؤكدًا على أهمية مراقبة تحركات الدولار والذهب والعملات الآمنة مثل الفرنك السويسري في الفترة المقبلة.