بعد دعوته للشعب السوداني بحمل السلاح.. لماذا يُصر البرهان على مواصلة القتال؟


الجريدة العقارية السبت 15 نوفمبر 2025 | 02:36 مساءً
عبدالفتاح البرهان
عبدالفتاح البرهان
محمد عاطف

عقب تصريحات أعلن فيها رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان التعبئة العامة من منطقة السريحة بولاية الجزيرة، داعيًا الشعب السوداني إلى حمل السلاح ومواجهة المتمردين في ظل الأوضاع الكارثية والمأساوية التي تمر بها السودان، أصبح البرهان حديث الساعة لإصراره على مواصلة القتال ضد قوات الدعم السريع.

البرهان أبرز شخصية عسكرية وسياسية

"يجب على كل السودانيين المشاركة في المعركة"، بهذه الكلمات دعا البرهان الذي يعد أبرز شخصية عسكرية وسياسية في السودان منذ لحظة الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019، السودانين لحمل السلاح والدفاع عن وطنهم.

البرهان الذي تولى رئاسة المجلس العسكري الانتقالي خلفًا لوزير الدفاع الفريق عوض بن عوف، الذي أعلن استقالته بعد يوم واحد فقط من قيادته للمجلس وقراره بعزل البشير، شدد على أن الحرب داخل السودان لن تنتهي إلا بنهاية قوات الدعم السريع. 

البرهان الذي برز أسمه في أبريل 2019، بعدما كشف بن عوف أنه اختاره ليباشر مهامه رسميًّا عقب أدائه اليمين الدستورية، يؤكد أنه لا سلام مع الدعم السريع ولا مكان لهم في السودان ويجب عليهم إلقاء السلاح.

ورغم أن البرهان لم يكن متصدرا للمشهد السياسي قبل ذلك التاريخ، فإن مسيرته العسكرية كانت حافلة بالمناصب المتقدمة، إذ عرف بانضباطه وتدرجه في مختلف الرتب العسكرية منذ بداية خدمته ضابطًا في سلاح المشاة، قبل أن يصبح قائدًا للقوات البرية، ثم تعيينه مفتشًا عامًا للقوات المسلحة.

وبرزت مكانة البرهان أكثر خلال الساعات الأولى بعد عزل البشير، إذ كان أول القيادات العسكرية وصولًا إلى مقر الإذاعة والتلفزيون قبل ظهور بن عوف لقراءة البيان، حيث أشارت مصادر إلى أنه كان ضمن الضباط الذين أبلغوا البشير بقرار عزله. 

وظهر البرهان لاحقًا وسط المعتصمين أمام القيادة العامة للجيش في حوارات مباشرة مع رموز المعارضة، في مشهد عكس محاولته احتواء الاحتجاجات وتخفيف التوتر.

وتعد نقطة قوة البرهان، بأنه لا يُعرف عنه انتماؤه لأي تيار سياسي، الأمر الذي مكنه من إدارة مرحلة انتقالية معقدة ومحاولة التوفيق بين مكونات الساحة السودانية. 

ولعب البرهان أدوارًا بارزة في أحداث عسكرية كبرى، إذ شارك في حرب دارفور والمعارك التي سبقت انفصال جنوب السودان، وخلال مسيرتة المهنية شغل مناصب مهمة مثل الملحق العسكري في الصين وقائد قوات حرس الحدود، ورئيس أركان عمليات القوات البرية، ثم رئيس أركان القوات البرية، كما رشح لتولي منصب والي إحدى الولايات لكنه رفض الدخول في منصب سياسي.