قيود الصين على الإيتريوم تثير مخاوف صناعية عالمية


الجريدة العقارية الجمعة 14 نوفمبر 2025 | 09:39 مساءً
محمد عاطف

تتراجع الإمدادات العالمية لعنصر الإيتريوم النادر نتيجة القيود التي فرضتها الصين على تصديره، مما أثار مخاوف من نقص حاد وارتفاع كبير في التكلفة قد يؤثر على صناعات الطيران والطاقة وأشباه الموصلات. 

ويعد الإيتريوم عنصراً أساسياً في سبائك المحركات وطلاءات مقاومة الحرارة العالية، وقد فرضت بكين قيوداً على تصديره إلى جانب ستة عناصر نادرة أخرى في أبريل الماضي رداً على الرسوم الجمركية الأمريكية.

غياب اتفاق شامل بين بكين وواشنطن

على الرغم من اجتماع رفيع المستوى الشهر الماضي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، والذي أعطى بعض الأمل بتحسن تدفق المواد الحيوية، فإن الخلاف بين البلدين لم يُحل بالكامل. وتظل القيود الصينية قائمة، ما يجعل الحصول على الإيتريوم صعباً، حيث تُلزم التراخيص المصدّرين بموافقات رسمية من بكين، وفق أربعة تجار في سوق العناصر النادرة وتحليلة إيلي ساكلاتفيلا من «أرغوس».

وقالت ساكلاتفيلا: «لقد أدت قيود الصين على التصدير بلا شك إلى سباق للحصول على الإيتريوم لا يزال مستمراً منذ أشهر». وأظهرت بيانات «أرغوس» أن الأسعار الأوروبية لأكسيد الإيتريوم قفزت بنسبة 4400% منذ يناير إلى 270 دولاراً للكيلوغرام، بينما تتراوح الأسعار في الصين نحو 7 دولارات للكيلوغرام.

الإيتريوم وتأثيره على صناعة الطيران وأشباه الموصلات

وأكدت مجموعة صناعات الطيران الأمريكية أن الإيتريوم عنصر أساسي في أكثر محركات الطائرات تطوراً، وتعمل مع الحكومة لتعزيز الإنتاج المحلي لتقليل الاعتماد على الواردات من الصين، ما يقلل مخاطر ارتفاع التكاليف وسط نقص متزايد.

كما يشكل النقص مصدر قلق كبير في صناعة أشباه الموصلات، حيث يستخدم الإيتريوم في الطلاءات الواقية والعوازل. وأوضح ريتشارد ثورستون، الرئيس التنفيذي لشركة «غريت ليكس سيميكوندوكتور»، أن النقص سيزيد فترات الإنتاج ويرفع التكاليف ويقلل من كفاءة المعدات، لكنه لا يتوقع توقف المصانع حالياً، مؤكدًا أن المشكلة ستكون أشد لدى الشركات الكبرى.

ويستخدم الإيتريوم أيضاً في حماية شفرات التوربينات في محطات الغاز، حيث أكدت شركات مثل «ميتسوبيشي هيفي» و«سيمنس إنرجي» أنها تعمل على تنويع مصادرها بعيداً عن المعادن الصينية، لكن ذلك يحتاج لوقت لتجنب التأثير على سلاسل التوريد.

المخزون العالمي خارج الصين محدود

أظهرت بيانات الجمارك الصينية حتى سبتمبر أن صادرات الإيتريوم إلى الولايات المتحدة بدأت بالتباطؤ مطلع العام، قبل أن تتوقف تماماً بعد قيود أبريل، كما انخفضت الصادرات إلى بقية العالم بنحو 30%. 

وتختلف التقديرات حول حجم المخزون خارج الصين، حيث تشير مصادر متعددة إلى توافر مخزون يكفي من شهر إلى 12 شهراً فقط من الاستهلاك العالمي.

وقال مارك بيرنز، رئيس شركة «غلفستريم» الأمريكية للطائرات الخاصة، إن تعرض شركته للإيتريوم محدود، ولا تأثير حالياً على عمليات التسليم.

الولايات المتحدة تسعى لتعزيز الإنتاج المحلي

تعتمد الولايات المتحدة بشكل كامل على الإيتريوم المستورد، حيث يأتي 93% من الصين، والباقي من مواد تمت معالجتها في الصين. ولكن هذا الوضع قد يتغير قريباً، إذ تخطط شركة «ري إليمنت تكنولوجيز» في إنديانا لإنتاج 200 طن سنوياً من أكسيد الإيتريوم بحلول ديسمبر، وترتفع إلى 400 طن سنوياً بحلول مارس، في خطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على الواردات الصينية وتعزيز أمن سلسلة الإمداد.

وقدرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية واردات الولايات المتحدة من الإيتريوم في 2024 بنحو 470 طناً، مما يوضح حجم التحديات والفرص المرتبطة بتطوير الإنتاج المحلي لمواجهة القيود الصينية.