شهدت السوق العالمية للمعادن تراجعًا ملحوظًا في أسعار الذهب، يوم الخميس 13 نوفمبر، بعد ارتفاع قوي في بداية الجلسة، قبل أن تتحول التداولات إلى موجة بيع واسعة طالت معظم الأصول المالية، وجاء ذلك عقب إعلان إعادة فتح الحكومة الأمريكية بعد إغلاق استمر لفترة تُعد الأطول في تاريخ البلاد، ما أدى إلى حالة من الارتباك في الأسواق العالمية التي اتشحت باللون الأحمر.
وانخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1% إلى 4150 دولارًا للأونصة، فيما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة تسليم ديسمبر بالنسبة نفسها لتسجل 4171.50 دولار للأونصة.
غياب البيانات الاقتصادية يزيد ضبابية المشهد
يأتي هذا التراجع وسط توقعات بأن إعادة فتح الحكومة الأمريكية سترفع مستويات الديون، بالتزامن مع استمرار غياب البيانات الاقتصادية الرسمية التي تعطلت خلال فترة الإغلاق التي استمرت 42 يومًا، قبل أن تصل رسميًا إلى 43 يومًا عند توقيع التشريع الجديد.
وتشير التوقعات داخل الأسواق إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تتجنب الإعلان عن بيانات سبتمبر وأكتوبر بسبب تراجعها الحاد، خصوصًا أن البيت الأبيض أكد أن بيانات سوق العمل لشهر سبتمبر ستُنشر دون تقدير معدل البطالة.
تشريع جديد ينهي الإغلاق ويرفع عبء الديون
وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تشريعًا يسمح بإعادة فتح المؤسسات الاتحادية وتمويلها حتى 30 يناير. ورغم أن الاتفاق ينهي أسوأ إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، إلا أنه يتوقع أن تضيف الحكومة ما يقرب من 1.8 تريليون دولار سنويًا إلى ديونها التي بلغت 38 تريليون دولار.
الفدرالي الأمريكي: نقص البيانات يعقّد قرارات الفائدة
حذّر رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول من أن المجلس قد لا يتجه إلى مزيد من التيسير النقدي خلال العام الحالي، مشيرًا إلى أن نقص البيانات الناتج عن الإغلاق يعقّد رؤية صانعي السياسات. وكان الفدرالي قد خفض سعر الفائدة ربع نقطة مئوية الشهر الماضي.
ويؤكد خبراء الاقتصاد ضرورة أن يمنح مكتب الإحصاء التابع لوزارة العمل الأولوية لإصدار بيانات الوظائف والتضخم لشهر نوفمبر لتوفير أرضية أوضح للاجتماع المقبل للجنة السياسة النقدية.
ضغوط شاملة على الأصول المالية والدولار
لم تقتصر التراجعات على الذهب، إذ تعرض مؤشر الدولار الأمريكي لضغوط قوية، حيث انخفض إلى 98.992، في وقت تسجل فيه جميع فئات الأصول—من الأسهم والسندات إلى العملات المشفرة—خسائر جماعية.
وقال المتعامل المستقل في المعادن تاي وونغ إن الأسواق تشهد "موجة بيع واسعة النطاق" طالت مختلف الأدوات المالية، ما أضاف المزيد من الضغط على المعادن النفيسة.
وقبل التراجع، كان الذهب قد لامس أعلى مستوى له منذ 21 أكتوبر عند 4244.94 دولار للأونصة، مستفيدًا من حالة الضبابية التي عادة ما تدعم الطلب على الملاذات الآمنة.
تراجعات في المعادن النفيسة الأخرى
وامتدت موجة الهبوط إلى المعادن النفيسة الأخرى، حيث انخفض البلاتين بنسبة 2.8% إلى 1569.65 دولار، في حين تراجع البلاديوم بنسبة 3.7% إلى 1419.75 دولار.
ويُعرف الذهب بأنه مستفيد أساسي من بيئات الفائدة المنخفضة وفترات عدم اليقين الاقتصادي، إلا أن غياب البيانات الأمريكية وارتفاع مستويات القلق في الأسواق حال دون استمرار موجة الصعود الصباحية.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض