ألمانيا تعيد تقييم علاقاتها التجارية مع الصين بعد أزمة المعادن النادرة


الجريدة العقارية الخميس 13 نوفمبر 2025 | 10:48 مساءً
محمد عاطف

تتجه ألمانيا إلى إعادة النظر في سياستها التجارية مع الصين، وسط تصاعد القلق من الاعتماد المفرط على السوق الصيني بعد أن كشفت قيود بكين الأخيرة على صادرات المعادن النادرة عن هشاشة الصناعات الألمانية الحيوية.

لجنة برلمانية لوضع استراتيجية جديدة

أسّس البرلمان الألماني لجنة خبراء تضم ممثلين عن القطاع الصناعي والنقابات العمالية ومراكز الفكر، بهدف تقديم توصيات عملية للحكومة لصياغة تشريعات تقلل المخاطر الاقتصادية والسياسية المرتبطة بالعلاقات التجارية مع بكين.

جرس إنذار للصناعة الألمانية

كانت التقييدات الصينية على المعادن النادرة، التي تستورد منها ألمانيا نحو 80% من احتياجاتها، بمثابة جرس إنذار للصناعات المحلية، خاصة في قطاعي السيارات والإلكترونيات.

كما سلّط نزاع هولندا مع شركة تصنيع الرقائق "نيكسبيريا" (Nexperia) الضوء على ضعف سلاسل الإمداد العالمية، ما زاد من المخاوف الأوروبية من الاعتماد على الصين في المواد والتقنيات الحيوية.

الاعتماد مستمر رغم الاستراتيجية الجديدة

ورغم أن استراتيجية برلين لعام 2023 ركزت على "تقليل المخاطر" وتنويع الشركاء التجاريين بعيداً عن الصين، إلا أن دراسة لمعهد الاقتصاد الألماني أظهرت أن مستوى الاعتماد لم يتغير بشكل ملموس.

فلا تزال ألمانيا تعتمد على الصين في نحو 200 منتج حيوي من أصل أكثر من 14,300 فئة منتجات.

تراجع محدود في الأرقام التجارية

بلغت الواردات الألمانية من الصين ذروتها في عام 2022 عند 202.7 مليار يورو، قبل أن تتراجع تدريجياً إلى نحو 169 مليار يورو في عامي 2023 و2024.

ورغم هذا الانخفاض، فإن التراجع يُعد محدوداً وغير جوهري بالنظر إلى استمرار الترابط الاقتصادي الوثيق بين البلدين.

نسبة ثابتة من إجمالي التجارة

خلال الفترة من 2020 إلى 2024، ظلت حصة الصين من إجمالي واردات ألمانيا تدور حول 11% إلى 13%، ما يؤكد استمرار الاعتماد الاستراتيجي على الصين، خصوصاً في المكونات الإلكترونية والمعادن النادرة والسلع الصناعية الدقيقة.