جسم غامض من خارج المجموعة الشمسية يبث إشارة تثير حيرة العلماء


الجريدة العقارية الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 | 10:19 مساءً
جسم غامض من خارج المجموعة الشمسية يبث إشارة تثير حيرة العلماء
جسم غامض من خارج المجموعة الشمسية يبث إشارة تثير حيرة العلماء
وكالات

رصد علماء الفلك إشارة راديوية صادرة من جسم غامض يمرّ بسرعة عبر نطاق مجموعتنا الشمسية، في ظاهرة وُصفت بأنها غير مسبوقة وقد تعيد رسم فهمنا للأجسام القادمة من الفضاء السحيق.

فقد تمكن تلسكوب MeerKAT الراديوي في جنوب إفريقيا من التقاط جزيئات الهيدروكسيل (OH) المحيطة بالجسم يوم 24 أكتوبر، وفق ما أوردته صحيفة ديلي ميل البريطانية، مما يشير إلى نشاط مادي قوي في محيطه.

بصمة راديوية فريدة تكشف عن نشاط غير معتاد

يقول البروفيسور آفي لوب من جامعة هارفارد، الذي يتابع دراسة الجسم المعروف باسم 3I/ATLAS منذ الصيف الماضي، إن هذه الجزيئات تترك "بصمة راديوية مميزة" يمكن للتلسكوبات الحساسة رصدها بسهولة، ما يمنح العلماء نافذة جديدة لفهم تركيب الجسم وسلوكه.

وتُظهر تحليلات أولية أن درجة حرارة سطح الجسم تقارب 45 درجة فهرنهايت تحت الصفر، فيما يُقدر قطره بنحو ستة أميال، وهو حجم هائل بالنسبة لجسم يعبر المجموعة الشمسية بهذه السرعة.

صور تكشف عن نفاثات ضخمة تمتد لملايين الأميال

وتزامن الكشف مع مرور الجسم بالقرب من مستوى مدار الأرض، مما أتاح فرصة نادرة لتصويره.

وأظهرت الصور البصرية الملتقطة في 9 نوفمبر أن الجسم يطلق نفاثات هائلة من المادة تمتد نحو 600 ألف ميل باتجاه الشمس، ونحو 1.8 مليون ميل في الاتجاه المعاكس — وهي مسافات توازي تقريبًا قطر الشمس أو القمر كما يُرى من الأرض.

وتُعد هذه القياسات، التي أُجريت على بعد 203 ملايين ميل من الأرض، أول تقدير واضح لضخامة النشاط المحيط بـ 3I/ATLAS.

تساؤلات علمية حول مصدر الطاقة الغامض

ويشير البروفيسور لوب إلى أن البيانات الجديدة تُظهر أن عرض الجسم يتراوح بين ثلاثة إلى ستة أميال، غير أن الطاقة الهائلة التي تُطلقها نفاثاته تطرح أسئلة جوهرية حول طبيعة مصدرها.

وأوضح أن "لو كان الجسم مذنّبًا طبيعيًا، فمن المفترض أن تتوسع نفاثاته ببطء شديد وتستغرق شهورًا لتصل إلى تلك المسافات"، إلا أن السرعة والكثافة والسطوع اللافت تشير إلى نشاط غير مألوف.

ديسمبر يحمل الإجابة الحاسمة

من المنتظر أن يبلغ الجسم أقرب نقطة له من الأرض في 19 ديسمبر، حيث ستتمكن تلسكوبات متقدمة مثل هابل وجيمس ويب من رصد تفاصيل إضافية تتعلق بسرعة الجسم، وتركيبه الكيميائي، وكتلة نفاثاته.

وتُعد هذه البيانات المرتقبة حاسمة لتحديد ما إذا كان 3I/ATLAS مجرد مذنب جليدي تقليدي، أو جسمًا مجهزًا بـ دافعات تكنولوجية قادرة على إنتاج نفاثات شبيهة، مع فقدان طفيف للمادة.

لغز مفتوح في الفضاء العميق

واختتم لوب تصريحه قائلاً: "الجمع بين البيانات الراديوية والبصرية يُظهر أن الجسم يفقد كميات هائلة من المادة ويتحرك بسرعات مذهلة، ويتصرف بطرق تتحدى فهمنا للمذنبات الطبيعية."