فايزر تحسم سباق الاستحواذ على "ميتسيرا" مقابل 10 مليارات دولار بعد انسحاب نوفو نورديسك


الجريدة العقارية السبت 08 نوفمبر 2025 | 10:00 مساءً
فايزر
فايزر
حسين أنسي

حسمت شركة الأدوية الأمريكية العملاقة فايزر واحدة من أكثر صفقات العام سخونة في قطاع التكنولوجيا الحيوية، بعد إعلانها الاستحواذ على شركة ميتسيرا المتخصصة في تطوير أدوية السمنة، مقابل 10 مليارات دولار، منهيةً بذلك منافسة شرسة مع شركة نوفو نورديسك الدنماركية التي انسحبت من السباق.

وأكدت "ميتسيرا" في بيان رسمي قبولها العرض المحسن من فايزر في وقت متأخر من يوم الجمعة، مشيرةً إلى أن عرض نوفو نورديسك كان يواجه مخاطر تنظيمية وقانونية مرتفعة في الولايات المتحدة بسبب قضايا مكافحة الاحتكار، وهو ما جعل صفقة فايزر الخيار الأنسب للمساهمين.

وبموجب الاتفاق الجديد، ستحصل فايزر على حصة كاملة في الشركة مقابل 86.25 دولار للسهم، تتضمن 65.6 دولار نقدًا وحقًا في القيمة المشروطة يصل إلى 20.65 دولار للسهم. ويمثل هذا العرض زيادة طفيفة بنسبة 3.7% عن سعر الإغلاق الأخير لأسهم "ميتسيرا"، التي قفزت قيمتها السوقية إلى نحو 8.75 مليار دولار خلال أسبوع واحد فقط بعد تصاعد المنافسة بين الشركتين.

دخول فايزر إلى سوق السمنة بقوة

تسعى فايزر من خلال هذه الصفقة إلى دخول سوق أدوية السمنة المربح، الذي يُتوقع أن تصل قيمته إلى 150 مليار دولار خلال السنوات المقبلة. وعلى الرغم من أن علاجات "ميتسيرا" ما زالت في مراحل التطوير المبكرة، فإن الشركة الأمريكية تراهن على قدرتها على تسريع الأبحاث والتجارب السريرية بفضل إمكاناتها المالية والعلمية الكبيرة.

وتأتي الصفقة في وقت تبحث فيه فايزر عن نموذج جديد لتعويض التباطؤ في مبيعات أدوية ما بعد الجائحة، لا سيما مع تراجع أرباحها من اللقاحات والعلاجات المرتبطة بفيروس كورونا، ما جعلها تركز استراتيجيتها الجديدة على مجالات النمو المستقبلي مثل السمنة وأمراض الأيض.

نوفو نورديسك: انسحاب محسوب

في المقابل، أعلنت نوفو نورديسك انسحابها من السباق مؤكدةً أنها لن تقدم عرضًا جديدًا، موضحةً في بيان أنها تفضل التركيز على تطوير خطها الخاص من أدوية السمنة، وأن قرار الانسحاب جاء بعد "دراسة متأنية للمخاطر القانونية والتكلفة الاستثمارية".

وأشار مصدر مقرب من الشركة إلى أن عرض نوفو الأخير كان "الحد الأقصى المقبول" من جانبها، مؤكدًا أن الصفقة لم تكن حاسمة لمستقبلها نظرًا لثقتها في أدويتها قيد التطوير، والتي تهدف من خلالها إلى استعادة مكانتها العالمية أمام منافستها الأمريكية إيلي ليلي.

تحديات تنظيمية ومنافسة متصاعدة

الهيئات التنظيمية الأمريكية، وعلى رأسها لجنة التجارة الفيدرالية (FTC)، كانت قد أعربت عن مخاوفها من صفقة نوفو المحتملة مع ميتسيرا، معتبرةً أنها قد تُخلّ بمبدأ المنافسة العادلة في سوق أدوية السمنة. وهو ما أضعف موقف نوفو وساهم في ترجيح كفة فايزر في النهاية.

وبحسب المحللة في "بيرنشتاين"، كورتني برين، فإن تقييم فايزر للصفقة استند إلى توقعات متفائلة للغاية، حيث تسعى الشركة لتحقيق إيرادات تفوق 11 مليار دولار بحلول عام 2040 من منتجات ميتسيرا، أي ضعف التقديرات الحالية للشركة المستحوذ عليها. لكنها أكدت في الوقت ذاته أن فايزر تراهن على إدارة ناجحة وخبرة في تحويل الأبحاث إلى نجاحات تجارية ملموسة.

صفقة استراتيجية لمستقبل فايزر

يرى خبراء الصناعة أن الصفقة تمثل خطوة استراتيجية جريئة لفايزر تشبه من حيث الطموح استحواذها على وارنر-لامبرت عام 2000 مقابل 90 مليار دولار، الذي منحها السيطرة على دواء "ليبيتور" الشهير لخفض الكوليسترول.

وقال جون لاماتينا، الرئيس السابق لقسم البحث والتطوير في فايزر، في تصريحات لوكالة "رويترز": "رغم أن صفقة ميتسيرا أصغر من الناحية المالية، إلا أن أهميتها الاستراتيجية لفايزر لا تقل عن الصفقات الكبرى في تاريخها، لأنها تفتح الباب أمام مجال علاجي يُعد من أكثر الأسواق نمواً وربحية خلال العقد المقبل".

ومن المنتظر أن يتم التصويت على الصفقة خلال اجتماع مساهمي ميتسيرا في 13 نوفمبر، تمهيداً لإتمام عملية الاندماج خلال الأسابيع المقبلة، لتبدأ فايزر بذلك مرحلة جديدة في سباق السيطرة على سوق أدوية السمنة العالمي.